باب العبادة اهتمامه (عليه السلام) بالعبادة [216] - 1 - الديلمي:
واعلم أنه إذا نظرت إلى العبادة وجدته [على (عليه السلام)] أعبد الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، منه تعلم الناس صلاة الليل والتهجد والأدعية المأثورة، لقد كان يفرش له بين الصفين والسهام تتساقط حوله وهو لا يلتفت عن ربه ولا يغير عادته ولا يفتر عن عبادته، وكان إذا توجه إلى الله تعالى توجه بكليته وانقطع نظره عن الدنيا وما فيها حتى أنه يبقى لا يدرك الألم لأنهم كانوا إذا أرادوا إخراج الحديد والنشاب من جسده الشريف تركوه حتى يصلي، فإذا اشتغل بالصلاة وأقبل إلى الله تعالى أخرجوا الحديد من جسده ولم يحس، فإذا فرغ من صلاته يرى ذلك فيقول لولده الحسن (عليه السلام): إن هي إلا فعلتك يا حسن. ولم يترك صلاة الليل قط حتى في ليلة الهرير.
وكان (عليه السلام) يوما في حرب صفين مشتغلا بالحرب والقتال، وهو مع ذلك بين الصفين يرقب الشمس، فقال له ابن عباس: يا أمير المؤمنين ما هذا الفعل؟ فقال (عليه السلام):