والقضاء بالفصل والشجاعة وترك الفرح عند الظفر وترك إظهار المرح وترك الخديعة والمكر والغدر وترك المثلة وهو يقدر عليها والرغبة الخالصة إلى الله وإطعام الطعام على حبه وهوان ما ظفر به من الدنيا عليه وتركه أن يفضل نفسه وولده على أحد من رعيته وطعامه أدنى ما تأكل الرعية ولباسه أدنى ما يلبس أحد من المسلمين وقسمه بالسوية وعدله في الرعية والصرامة في حربه وقد خذله الناس وكان في خذل الناس وذهابهم عنه بمنزلة اجتماعهم عليه طاعة لله وانتهاء إلى أمره والحفظ وهو الذي تسميه العرب العقل حتى سمى أذنا واعية والسماحة وبث الحكمة واستخراج الكلمة والإبلاغ في الموعظة وحاجة الناس إليه إذا حضر حتى لا يؤخذ إلا بقوله وانغلاق كلما في الأرض على الناس حتى يستخرجه والدفع عن المظلوم وإغاثة الملهوف والمروءة وعفة البطن والفرج وإصلاح المال بيده ليستغني به عن مال غيره وترك الوهن والاستكانة وترك الشكاية في موضع ألم الجراحة وكتمان ما وجد في جسده من الجراحات من قرنه إلى قدمه وكانت ألف جراحة في سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحدود ولو على نفسه وترك الكتمان فيما لله فيه الرضا على ولده، وإقرار الناس بما نزل به القرآن من فضائله وما يحدث الناس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) من مناقبه واجتماعهم على أنه لم يرد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) كلمة قط ولم ترتعد فرائصه في موضع بعثه فيه قط وشهادة الذين كانوا في أيامه أنه وفر فيئهم وظلف نفسه عن دنياهم ولم يرتشي في أحكامهم وزكاء القلب وقوة الصدر عند ما حكمت الخوارج عليه وهرب كل من كان في المسجد وبقي على المنبر وحده وما يحدث الناس أن الطير بكت عليه وما روي عن ابن شهاب الزهري أن حجارة أرض بيت المقدس قلبت عند قتله فوجد تحتها دم عبيط والأمر العظيم حتى تكلمت به
(١٧٦)