في الطول إلا قده ولم يضربه في العرض إلا قطعه بنصفين، وذكروا أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حمله على فرس، فقال: بأبي أنت وأمي ما لي وللخيل؟ أنا لا أتبع أحدا ولا أفر من أحد وإذا ارتديت سيفي لم أضعه إلا للذي أرتدي له.
ثم ترك الفرح ورك المرح، أتت البشرى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) تترى بقتل من قتل يوم أحد من أصحاب الألوية فلم يفرح ولم يختل وقد اختال أبو دجانة ومشى بين الصفين مختالا، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنها لمشية يبغضها الله إلا في هذا الموضع.
ثم لما صنع بخيبر ما صنع من قتل مرحب وفرار من فر بها قال رسولا لله (صلى الله عليه وآله):
لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار، فإخباره أنه ليس بفرار معرضا عن القوم الذين فروا قبله، فافتتحها وقتل مرحبا وحمل بابها وحده فلم يطقه دون أربعين رجلا فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) فنهض مسرورا فلما بلغه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد أقبل إليه انكفأ إليه، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): بلغني بلاؤك فأنا عنك راض، فبكى علي (عليه السلام) عند ذلك، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): أمسك ما يبكيك؟
فقال: وما لي لا أبكي ورسول الله عني راض، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله وملائكته ورسوله عنك راضون وقال له: لو لا أن يقول فيك الطوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملأ من المسلمين قلوا أو كثروا إلا أخذوا التراب من تحت قدميك يطلبون بذلك البركة.
ثم ترك الخديعة والمكر والغدر، اجتمع الناس عليه جميعا فقالوا له: اكتب يا أمير المؤمنين إلى من خالفك بولايته ثم أعزله فقال، المكر والخديعة والغدر في النار.
ثم ترك المثلة قال لابنه الحسن (عليه السلام): يا بنى اقتل قاتلي وإياك والمثلة فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كرهها ولو بالكلب العقور.