مواعظه (عليه السلام) [٩٦١] - ٣ - وأيضا: عن أحمد بن محمد بن أحمد الكوفي وهو العاصمي، عن عبد الواحد بن الصواف، عن محمد بن إسماعيل الهمداني:
عن أبي الحسن موسى (عليه السلام)، قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يوصي أصحابه ويقول:
أوصيكم بتقوى الله فإنها غبطة الطالب الراجي وثقة الهارب اللاجي واستشعروا التقوى شعارا باطنا واذكروا الله ذكرا خالصا تحيوا به أفضل الحياة وتسلكوا به طريق النجاة أنظروا في الدنيا نظر الزاهد المفارق لها فإنها تزيل الثاوي الساكن وتفجع المترف الآمن لا يرجى منها ما تولى، فأدبر ولا يدري ما هو آت منها، فينتظر وصل البلاء منها بالرخاء والبقاء منها إلى فناء، فسرورها مشوب بالحزن والبقاء فيها إلى الضعف والوهن، فهي كروضة إعتم مرعاها وأعجبت من يراها عذب شربها، طيب تربها، تمج عروقها الثرى وتنطف فروعها الندى حتى إذا بلغ العشب إبانه واستوى بنانه، هاجت ريح تحت الورق وتفرق ما أتسق فأصبحت كما قال الله: ﴿هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا﴾ (1) انظروا في الدنيا في كثرة ما يعجبكم وقلة ما ينفعكم (2).
[962] - 4 - ابن هلال الثقفي: عن عبد الرحمن بن نعيم، عن أشياخ من قومه:
أن عليا (عليه السلام) كان كثيرا ما يقول في خطبته:
أيها الناس إن الدنيا قد أدبرت وآذنت أهلها بوداع، وإن الآخرة، قد أقبلت وآذنت باطلاع، ألا وإن المضمار اليوم والسباق غدا، ألا وإن السبق الجنة والغاية النار، ألا وإنكم في أيام مهل من ورائه أجل يحثه عجل، فمن عمل في أيام مهلة، قبل حضور أجله، نفعه عمله، ولم يضره أمله، ألا وإن الأمل يسهي