جلسة العبد، وأن كان ليشتري القميصين السنبلانيين فيخير غلامه خيرهما ثم يلبس الآخر، فإذا جاز أصابعه قطعه، وإذا جاز كعبه حذفه، ولقد ولى خمس سنين ما وضع آجرة على آجرة، ولا لبنة على لبنة، ولا أقطع قطيعا، ولا أورث بيضاء، ولا حمراء، وأن كان ليطعم الناس خبز البر واللحم، وينصرف إلى منزله ويأكل خبز الشعير والزيت والخل، وما ورد عليه أمران كلاهما لله رضى إلا أخذ بأشدهما على بدنه، ولقد أعتق ألف مملوك من كد يديه تربت فيه يداه وعرق فيه وجهه، وما أطاق عمله أحد من الناس، وأن كان ليصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، وأن كان أقرب الناس شبها به علي بن الحسين (عليهم السلام) وما أطاق عمله أحد من الناس بعده... الحديث (1).
[319] - 33 - المفيد (رحمه الله): أخبرني أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى، قال: حدثني جدي، قال:
حدثني أبو محمد الأنصاري، قال: حدثني محمد بن ميمون البزاز، قال: حدثنا الحسن بن علوان، عن أبي علي زياد بن رستم، عن سعيد بن كلثوم، قال:
كنت عند الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) فذكر أمير المؤمنين على بن أبي طالب (عليه السلام) فأطراه ومدحه بما هو أهله، ثم قال: والله ما أكل على بن أبي طالب (عليه السلام) من الدنيا حراما قط حتى مضى لسبيله، وما عرض له أمران قط هما لله رضى إلا أخذ بأشدهما عليه في دينه، وما نزلت برسول الله (صلى الله عليه وآله) نازلة قط إلا دعاه ثقة به، وما [أطاق] قدر عمل رسول الله (صلى الله عليه وآله) من هذه الأمة غيره، وإن [وصيته] كان ليعمل عمل رجل كان وجهه بين الجنة والنار، يرجو ثواب هذه، ويخاف عقاب هذه، ولقد أعتق من ماله ألف مملوك في طلب وجه الله والنجاة من النار مما كد بيديه ورشح منه جبينه وأن كان ليقوت أهله بالزيت والخل والعجوة، وما كان لباسه إلا