والفساد في الأرض! وأنتم على ما كان منكم من تواكل وتخاذل خير منهم وأهدى سبيلا، منكم الفقهاء والعلماء والفهماء، وحملة الكتاب والمتهجدون بالأسحار، ألا تسخطون وتنقمون أن ينازعكم الولاية السفهاء البطاء عن الإسلام، الجفاة فيه؟!
إسمعوا قولي يهدكم الله إذا قلت، وأطيعوا أمري إذا أمرت، فوالله لئن أطعتموني لا تغوون، وإن عصيتموني لا ترشدون! قال الله تعالى: أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون. وقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله: إنما أنت منذر ولكل قوم هاد، فالهادي بعد النبي صلى الله عليه وآله هاد لأمته على ما كان من رسول الله صلى الله عليه وآله، فمن عسى أن يكون الهادي إلا الذي دعاكم إلى الحق، وقادكم إلى الهدى! خذوا للحرب أهبتها، وأعدوا لها عدتها، فقد شبت وأوقدت، وتجرد لكم الفاسقون لكيما يطفئوا نور لله بأفواههم، ويغروا عباد الله.
ألا إنه ليس أولياء الشيطان من أهل الطمع والجفاء، أولى بالحق من أهل البر والإحسان والإخبات في طاعة ربهم ومناصحة إمامهم!
إني والله لو لقيتهم وحدي وهم أهل الأرض ما استوحشت منهم ولا باليت، ولكن أسف يريبني وجزع يعتريني من أن يلي هذه الأمة فجارها وسفهاؤها، فيتخذون مال الله دولا، وكتاب الله دغلا، والفاسقين حزبا، والصالحين حربا!
وأيم الله لولا ذلك ما أكثرت تأنيبكم وتحريضكم، ولتركتكم إذ أبيتم حتى حم لي لقاؤهم، فوالله إني لعلى الحق، وإني للشهادة لمحب، وإني إلى لقاء الله ربي لمشتاق ولحسن ثوابه لمنتظر، إني نافر بكم فانفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله، ولا تثاقلوا في الأرض فتغموا بالذل، وتقروا بالخسف، ويكون نصيبكم الأخسر! إن أخا الحرب اليقظان الأرق، إن نام لم تنم عينه، ومن ضعف أوذي، ومن كره الجهاد في سبيل الله كان المغبون المهين.
إني لكم اليوم على ما كنت عليه أمس، ولستم لي على ما كنتم عليه، من تكونوا ناصريه أخذ بالسهم الأخيب! والله لو نصرتم الله لنصركم وثبت أقدامكم، إنه حق