يخرج المخض زبدته! فأقرا بما قلت! وأما قولكما إنكما تطلبان بدم عثمان، فهذان ابناه عمرو وسعيد، فخلوا عنهما يطلبان دم أبيهما، ومتى كان أسد وتيم أولياء بني أمية، فانقطعا عند ذلك! فقام عمران بن حصين الخزاعي صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: يا هذان لا تخرجانا ببيعتكما من طاعة علي، ولا تحملانا على نقض بيعته فإنها لله رضى، أما وسعتكما بيوتكما حتى أتيتما بأم المؤمنين! فالعجب لاختلافها وإياكما ومسيرها معكما، فكفا عنا أنفسكما وارجعا من حيث جئتما، فلسنا عبيد من غلب، ولا أول من سبق! فهما به ثم كفا عنه!
وكانت عايشة قد شكت في مسيرها وتعاظمت القتال، فدعت كاتبها عبيد الله بن كعب النميري فقالت أكتب: من عايشة بنت أبي بكر إلى علي بن أبي طالب، فقال: هذا أمر لا يجري به القلم. قالت: ولم؟ قال: لأن علي بن أبي طالب في الإسلام أول وله بذلك البدء في الكتاب. فقالت: أكتب: إلى علي بن أبي طالب من عايشة بنت أبي بكر، أما بعد فإني لست أجهل قرابتك من رسول الله، ولا قدمك في الإسلام، ولا غناءك عن رسول الله، وإنما خرجت مصلحة بين بني لا أريد حربك إن كففت عن هذين الرجلين، في كلام لها كثير، فلم أجبها بحرف، وأخرت جوابها لقتالها.
فلما قضى الله لي الحسنى سرت إلى الكوفة، واستخلفت عبد الله بن عباس على البصرة، فقدمت الكوفة وقد اتسقت لي الوجوه كلها إلا الشام، فأحببت أن أتخذ الحجة وأفضي العذر، أخذت بقول الله تعالى: وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين، فبعثت جرير بن عبد الله إلى معاوية معذرا إليه، متخذا للحجة عليه، فرد كتابي وجحد حقي ودفع بيعتي، وبعث إلي أن ابعث إلي قتله عثمان، فبعثت إليه ما أنت وقتلة عثمان؟ أولاده أولى به، فادخل أنت وهم في طاعتي ثم خاصم القوم لأحملكم وإياهم على كتاب الله، وإلا فهذه خدعة الصبي عن رضاع الملي! فلما يئس من هذا الأمر بعث إلي أن اجعل الشام لي حياتك، فإن حدث بك حادث من الموت لم يكن لأحد علي طاعة، وإنما أراد بذلك أن يخلع