الظلمة ولم ينصب لنا العداوة، وشك في الخلافة ولم يعرف أهلها وولاتها، ولم يعرف لنا ولاية ولم ينصب لنا عداوة، فإن ذلك مسلم مستضعف يرجى له رحمة الله ويتخوف عليه ذنوبه.
قال أبان: قال سليم بن قيس: فلم يبق يومئذ من شيعة علي عليه السلام أحد إلا تهلل وجهه وفرح بمقالته، إذ شرح أمير المؤمنين عليه السلام الأمر وباح به وكشف الغطاء وترك التقية. ولم يبق أحد من القراء ممن كان يشك في الماضين ويكف عنهم ويدع البراءة منهم ورعا وتأثما، إلا استيقن واستبصر وحسن رأيه، وترك الشك يومئذ والوقوف. ولم يبق حوله ممن أبي بيعته إلا على وجه ما بويع عليه عثمان والماضون قبله، إلا رئي ذلك في وجهه وضاق به أمره وكره مقالته. ثم إنه استبصر عامتهم وذهب شكهم. قال أبان عن سليم: فما شهدت يوما قط على رؤوس العامة كان أقر لأعيننا من ذلك اليوم، لما كشف أمير المؤمنين عليه السلام للناس من الغطاء، وأظهر فيه من الحق، وشرح فيه من الأمر والعاقبة، وألقى فيه من التقية، وكثرت الشيعة بعد ذلك المجلس من ذلك اليوم وتكلموا، وقد كانوا أقل أهل عسكره، وسائر الناس يقاتلون معه على غير علم بمكانه من الله ورسوله صلى الله عليه وآله، وصارت الشيعة بعد ذلك المجلس أجل الناس وأعظمهم). انتهى.
* *