بكر وعمر، وأبى علي أن يبايعه إلا على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله... فقال له علي: أما والله لكأني بك قد نفرت في هذه الفتنة، وكأني بحوافر خيلي قد شدخت وجهك، فلحق بالخوارج فقتل يوم النهروان! قال قبيصة: فرأيته يوم النهروان قتيلا قد وطأت الخيل وجهه وشدخت رأسه ومثلث به، فذكرت قول علي وقلت: لله در أبي الحسن! ما حرك شفتيه قط بشئ إلا كان كذلك). انتهى.
وهذا يدل على أن الأشعث وزمرته استطاعوا أن يحركوا أشخاصا وقبائل لمطالبة علي بالبيعة على سنة أبي بكر وعمر، أو يتبرؤوا منه ويقاتلونه!
وتوجد ظواهر أخرى كهذا الخثعمي، فقد جاء شخص إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: (إني أحبك في السر والعلانية. فنظر إليه وقال: كذبت، لا والله ما تحبني ولا أحببتني قط. فبكى الرجل فقال: تستقبلني بهذا وقد علم الله خلافه، أبسط يدك أبايعك. فقال له عليه السلام: على ماذا؟ قال: على ما عمل عليه أبو بكر وعمر، ومد يده نحوه فقال عليه السلام: إقبض يدك! والله لكأني بك قد قتلت على ضلالك)!! (الإختصاص للمفيد ص 312).
* * وفي مقابل ذلك كان أمير المؤمنين عليه السلام يجامل الذين يقدسون أبا بكر وعمر عن جهل، ويعرف غرض الذين يثيرونهم عليه! لكنه كان في نفس الوقت يرى أن طرحهم للموضوع فرصة لبيان الحق، وتوعية الأمة على مؤامرة قريش في السقيفة، وأنها صادرت السلطة من عترة النبي صلى الله عليه وآله وسلمتها إلى بني أمية، وأن عثمان الذي نقمت عليه الأمة فقتلته، ومعاوية الذي يقاتله بقية الصحابة وأبرار الأمة، إنما هما ثمرة سقيفة قريش! فقدم أمير المؤمنين عليه السلام بذلك لأجيال الأمة والتاريخ، مجموعة نصوص ومناقشات، مليئة بالحقائق، تكشف أمر السقيفة وأصحابها، وتبين فداحة ظلامة العترة النبوية عليهم السلام على يد القرشيين! نقتطف فيما