عائشة قالت له لما عرفت أن عليا قتل ذا الثدية: لعن الله عمرو بن العاص، فإنه كتب إلي يخبرني أنه قتله بالإسكندرية! ألا أنه ليس يمنعني ما في نفسي أن أقول ما سمعته من رسول الله (ص) يقول: يقتله خير أمتي من بعدي).
وفي فتح الباري: 12 / 253: (وعند البزار من طريق الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: ذكر رسول الله (ص) الخوارج فقال هم شرار أمتي يقتلهم خيار أمتي وسنده حسن. وعند الطبراني من هذا الوجه مرفوعا هم شر الخلق والخليقة يقتلهم خير الخلق والخليقة. وفي حديث أبي سعيد عند أحمد: هم شر البلية!).
وقد نقل في شرح النهج: 2 / 267، عن مسند أحمد، أي عن نسخة أحمد في القرن السابع، عن مسروق قال قالت لي عائشة: إنك من ولدي ومن أحبهم إلي فهل عندك علم من المخدج؟ فقلت: نعم قتله علي بن أبي طالب على نهر يقال لأعلاه تأمرا ولأسفله النهروان، بين لخافيق وطرفاء، قالت: أبغني على ذلك بينة، فأقمت رجالا شهدوا عندها بذلك، قال: فقلت لها: سألتك بصاحب القبر ما الذي سمعت من رسول الله (ص) فيهم؟ فقالت: نعم سمعته يقول: إنهم شر الخلق والخليقة، يقتلهم خير الخلق والخليقة، وأقربهم عند الله وسيلة). انتهى.
ولا وجود له في نسخة أحمد في عصرنا! فربما حذفوه منها! ولعل أحمد رواه في غير المسند. (ورواه القاضي النعمان في شرح الاخبار: 1 / 141، عن مسروق عن عائشة، ومحمد بن سليمان في المناقب: 2 / 534، والشريف المرتضى في تنزيه الأنبياء عليهم السلام ص 202).
وقال الصدوق في علل الشرائع: 1 / 222: (وهذا سعد بن أبي وقاص لما أنهي إليه أن عليا صلوات الله عليه قتل ذا الثدية، أخذه ما قدم وما أخر، وقلق ونزق، وقال: والله لو علمت أن ذلك كذلك لمشيت إليه ولو حبوا). انتهى.
(راجع كتاب علي عليه السلام والخوارج للسيد جعفر مرتضى: 1 / 241، فصل: موقف عائشة من الخوارج. وكتابنا العقائد الإسلامية: 4 / 344، عنوان: علي عليه السلام أقرب الخلق إلى الله وسيلة).
* *