قال الطبري: 4 / 67: (عن أبي الدرداء قال: كان علي لما فرغ من أهل النهروان حمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن الله قد أحسن بكم وأعز نصركم، فتوجهوا من فوركم هذا إلى عدوكم. قالوا: يا أمير المؤمنين نفدت نبالنا، وكلت سيوفنا ونصلت أسنة رماحنا، وعاد أكثرها قصدا، فارجع إلى مصرنا فلنستعد بأحسن عدتنا، ولعل أمير المؤمنين يزيد في عدتنا عدة من هلك منا، فإنه أوفى لنا على عدونا! وكان الذي تولى ذلك الكلام: الأشعث بن قيس!
فأقبل حتى نزل النخيلة فأمر الناس أن يلزموا عسكرهم ويوطنوا على الجهاد أنفسهم، وأن يقلوا زيارة نسائهم وأبنائهم، حتى يسيروا إلى عدوهم، فأقاموا فيه أياما ثم تسللوا من معسكرهم، فدخلوا إلا رجالا من وجوه الناس قليلا، وترك العسكر خاليا، فلما رأى ذلك دخل الكوفة)! انتهى.
وفي الغارات: 1 / 28: (أقاموا بالنخيلة مع علي أياما، ثم أخذوا يتسللون ويدخلون المصر، فنزل وما معه من الناس إلا رجال من وجوههم قليل، وترك المعسكر خاليا، فلا من دخل الكوفة خرج إليه، ولا من أقام معه صبر! فلما رأى ذلك دخل الكوفة)!.
وقد ذكر المحدثون مداولاته عليه السلام مع رؤساء القوم، وخطبه العصماء وكلماته البليغة، التي تشحذ همة المسلم والإنسان، لو كانت بقيت فيهم مسكة! ثم صعد لهجته معهم إلى الشكوى المرة، والتوبيخ، وإتمام الحجة، كما يأتي.
* *