الله ربهم وسنة نبيهم فلا يقبل علينا بوجهه حتى يرشقوه بالنبل! يا جندب أما إنه لا يقتل منا عشرة ولا ينجو منهم عشرة! فانتهينا إلى القوم وهم في معسكرهم الذي كانوا فيه لم يبرحوا! فنادى علي في أصحابه فصفهم، ثم أتى الصف من رأسه ذا إلى رأسه ذا مرتين وهو يقول: من يأخذ هذا المصحف فيمشي به إلى هؤلاء القوم فيدعوهم إلى كتاب الله ربهم وسنة نبيهم وهو مقتول وله الجنة؟ فلم يجبه إلا شاب من بني عامر بن صعصعة، فلما رأى على حداثة سنه قال له: إرجع إلى موقفك، ثم نادى الثانية فلم يخرج إليه إلا ذلك الشاب، ثم نادى الثالثة فلم يخرج إليه الا ذلك الشاب، فقال له علي: خذ، فأخذ المصحف فقال له: أما إنك مقتول ولست مقبلا علينا بوجهك حتى يرشقوك بالنبل! فخرج الشاب بالمصحف إلى القوم فلما دنا منهم حيث يسمعون، قاموا ونشبوا الفتى قبل أن يرجع! قال: فرماه إنسان فأقبل علينا بوجهه فقعد فقال علي: دونكم القوم! قال جندب فقتلت بكفي هذه بعد ما دخلني ما كان دخلني ثمانية قبل أن أصلي الظهر، وما قتل منا عشرة ولا نجا منهم عشرة كما قال!
رواه الطبراني في الأوسط من طريق أبي السابغة عن جندب، ولم أعرف أبا السابغة، وبقية رجاله ثقات). انتهى.
* * في تاريخ بغداد: 14 / 368: (فقال علي لأصحابه: لا تبدؤوهم. قال فبدأ الخوارج فرموا فقيل يا أمير المؤمنين قد رموا، قال فأذن لهم بالقتال. قال: فحملت الخوارج على الناس حملة حتى بلغوا منهم شدة، ثم حملوا عليهم الثانية فبلغوا من الناس أشد من الأولى، ثم حملوا الثالثة حتى ظن الناس أنها الهزيمة. قال: فقال علي: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لا يقتلون منكم عشرة ولا يبقى منهم عشرة. قال: فلما سمع الناس ذلك حملوا عليهم).
* * في مناقب آل أبي طالب: 2 / 371: (فلما أتاهم أمير المؤمنين عليه السلام فاستعطفهم فأبوا إلا قتاله، وتنادوا أن دعوا مخاطبة علي عليه السلام وأصحابه وبادروا الجنة، وصاحوا الرواح الرواح إلى الجنة، وأمير المؤمنين يعبئ أصحابه، ونهاهم أن يتقدم إليهم أحد، فكان أول من خرج أخنس بن العيزار الطائي فقتله أمير المؤمنين عليه السلام.....