فبينا صاحب هذا الأمر قد حكم ببعض الأحكام وتكلم ببعض السنن، إذ خرجت خارجة من المسجد يريدون الخروج عليه، فيقول لأصحابه: انطلقوا فتلحقوا بهم في التمارين فيأتونه بهم أسرى ليأمر بهم فيذبحون، وهي آخر خارجة تخرج على قائم آل محمد صلى الله عليه وآله). انتهى.
ويمكن أن يكون خوارج مسجد الكوفة جزء من خوارج دسكرة بعقوبة، فيقبض عليهم قبل أن يصلوا إليهم. وتوجد احتمالات أخرى، لا مجال لذكرها.
أما أول خارجة على الإمام المهدي عليه السلام في العراق فهم البترية الذين يزعمون أنهم يتولون أهل البيت عليهم السلام وظالميهم! ففي دلائل الإمامة ص 241، عن أبي الجارود أنه سأل الإمام الباقر عليه السلام: (متى يقوم قائمكم؟ قال: يا أبا الجارود لا تدركون. فقلت: أهل زمانه؟ فقال: ولن تدرك أهل زمانه، يقوم قائمنا بالحق بعد إياس من الشيعة يدعو الناس ثلاثا فلا يجيبه أحد، فإذا كان اليوم الرابع تعلق بأستار الكعبة، فقال: يا رب انصرني، ودعوته لا تسقط، فيقول تبارك وتعالى للملائكة الذين نصروا رسول الله يوم بدر ولم يحطوا سروجهم ولم يضعوا أسلحتهم، فيبايعونه، ثم يبايعه من الناس ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا! يسير إلى المدينة فيسير الناس.... ويسير إلى الكوفة فيخرج منها ستة عشر ألفا من البترية شاكين في السلاح، قراء القرآن فقهاء في الدين، قد قرحوا جباههم وسمروا ساماتهم وعمهم النفاق، وكلهم يقولون: يا بن فاطمة إرجع لا حاجة لنا فيك، فيضع السيف فيهم على ظهر النجف عشية الاثنين من العصر إلى العشاء، فيقتلهم أسرع من جزر جزور، فلا يفوت منهم رجل ولا يصاب من أصحابه أحد! دماؤهم قربان إلى الله!
ثم يدخل الكوفة فيقتل مقاتليها حتى يرضى الله تعالى. قال: فلم أعقل المعنى فمكثت قليلا ثم قلت: جعلت فداك وما يدريه جعلت فداك متى يرضى الله عز