وفي معجم البلدان: 1 / 181: (كان قد انسد نهر النهروان واشتغل الملوك عن إصلاحه وحفره باختلافهم، وتطرقها عساكرهم، فخربت الكورة بأجمعها)!!
أقول: إن لله تعالى أسرارا كثيرة في أحداث الماضي وأماكنها، وأحداث المستقبل وأماكنها، نعرف أصل وجود الحكمة والسر ولا نعرف تفصيلها، ويبدو منها أن هناك دورة في التاريخ كدورة تأسيس القدس وإعادة الكعبة الشريفة على يد إبراهيم عليه السلام، مقدمة لبعثة نبينا صلى الله عليه وآله، ودورة عودة العراق بعد نوح وإبراهيم صلى الله عليه وآله إلى عاصمة الإسلام على يد علي عليه السلام، ثم الوعد الإلهي بأن يكون العراق عاصمة العالم على يد الإمام المهدي عليه السلام، وأن يكون أخر الخوارج عليه في نفس المكان الذي كان الخوارج على علي عليه السلام!
هذا، وتوجد رواية أخرى تذكر أن آخر خارجة على الإمام المهدي عليه السلام تكون في الكوفة، ففي تفسير العياشي: 2 / 56، عن عبد الأعلى الحلبي، عن الإمام الباقر عليه السلام من حديث طويل: (والله لكأني أنظر إليه وقد أسند ظهره إلى الحجر، ثم ينشد الله حقه ثم يقول: يا أيها الناس من يحاجني في الله فأنا أولى الناس بالله ومن يحاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم، يا أيها الناس من يحاجني في نوح فانا أولى الناس بنوح، يا أيها الناس من يحاجني في إبراهيم فأنا أولى بإبراهيم، يا أيها الناس من يحاجني في موسى فأنا أولى الناس بموسى، يا أيها الناس من يحاجني في عيسى فأنا أولى الناس بعيسى، يا أيها الناس من يحاجني في محمد فأنا أولى الناس بمحمد صلى الله عليه وآله، يا أيها الناس من يحاجني في كتاب الله فأنا أولى بكتاب الله، ثم ينتهى إلى المقام.... قال أبو جعفر عليه السلام: يقاتلون والله حتى يوحد الله ولا يشرك به شيئا، وحتى تخرج العجوز الضعيفة من المشرق تريد المغرب ولا ينهاها أحد، ويخرج الله من الأرض بذرها، وينزل من السماء قطرها.....