فتعود إلى منكبه كثدي المرأة، فلما استخرج قال علي: الله أكبر، والله ما كذبت ولا كذبت! أما والله لولا أن تنكلوا عن العمل لأخبرتكم بما قضى الله على لسان نبيه صلى الله عليه وآله لمن قاتلهم مستبصرا في قتالهم، عارفا للحق الذي نحن عليه!
قال: ثم مر وهم صرعى فقال: بؤسا لكم لقد ضركم من غركم! فقالوا يا أمير المؤمنين من غرهم؟ قال: الشيطان وأنفس بالسوء أمارة غرتهم بالآماني، وزينت لهم المعاصي، ونبأتهم أنهم ظاهرون!...
قال: وطلب من به رمق منهم فوجدناهم أربعمائة رجل، فأمر بهم علي فدفعوا إلى عشائرهم وقال: إحملوهم معكم فداووهم فإذا برئوا فوافوا بهم الكوفة، وخذوا ما في عسكرهم من شئ، قال: وأما السلاح والدواب وما شهدوا به عليه الحرب فقسمه بين المسلمين، وأما المتاع والعبيد والإماء، فإنه حين قدم رده على أهله!
وطلب عدي بن حاتم ابنه طرفة فوجده فدفنه، ثم قال: الحمد لله الذي ابتلاني بيومك على حاجتي إليك). انتهى.
وقد اختصر الطبري المعركة، واختصرناها منه، وقد روت المصادر نقاطا مهمة ومفيدة، وهذه نماذج منها:
تهيب المسلمون أن يقاتلوا الخوارج بسبب مظهرهم الخادع، وقداستهم المزيفة! فظاهرهم الصلاح وأنهم عباد وقراء قرآن، وأهل تدين وتنسك! فلم يكن باستطاعة أحد أن يسفك دم هذه القداسة المزيفة إلا صاحب القداسة الحقيقية علي عليه السلام، المشهود له من رسول الله صلى الله عليه وآله بمعجزاته التي رآها منه المسلمون في فتنة الخوارج وغيرها، فخشعوا لها وكبروا، ومنها هذا النموذج:
في مجمع الزوائد: 6 / 241: (عن جندب قال: لما فارقت الخوارج عليا خرج في طلبهم وخرجنا معه، فانتهينا إلى عسكر القوم وإذا لهم دوي كدوي النحل من