(ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها) إلى آخره " أنها نزلت في قوم كان لهم الثرثار، وكانت بلادهم خصبة، فبطروا حتى كانوا يستنجون بالعجين، ويقولون هو ألين لنا فكفروا بأنعم الله فحبس الله عليهم الثرثار، فجدبوا حتى أحوجهم إلى ما كانوا يستنجون به حتى كانوا يتقاسمونه " (1) ويظهر من بعض الأصحاب تخصيص الحكم بالمحترم وهو قاض بأن منه محترما وغير محترم، بل عن بعضهم تخصيص الحكم بالخبز، لكن الذي يظهر من الأصحاب وهذه الآية والتعليل بكونه طعام الجن ثبوت الاحترام لكل نعم الله من المطعومات، وفي خبر هشام بن سالم (2) سأله " عن صاحب له فلاح يكون على سطحه الحنطة والشعير، فيطؤونه ويصلون عليه، فغضب (عليه السلام) وقال: لولا أني أرى أنه من أصحابنا للعنته) وقوله (ع) في خبر عمرو بن جميع (3): " دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فرأى كسرة كاد أن يطأها، فأخذها وأكلها، ثم قال:
يا حميرا أكرمي جوار نعم الله عز وجل عليك، فإنها لم تنفر عن قوم فكادت تعود إليهم " نعم لا يبعد عدم ثبوت الاحترام بالنسبة إلى بعض المطعومات الغير المعتادة كبعض البقول، بل الانصاف أن بعضا من المعتاد كاللحم ونحوه ليس مبنيا على الاحترام، والحاصل كل ما ثبت فيه جهة احترام من الشرع جرى عليه الحكم وإن لم يكن مطعوما بالفعل، بل قد عرفت دعوى الاجماع على المطعوم من غير استثناء، ولا فرق في المطعوم بالنسبة إلى قوم دون قوم، ولعله يشعر به التعليل بطعام الجن، كما أنه لا فرق في عدم جواز الاستنجاء به بين الإزالة للنجاسة أو التطهير الشرعي. ثم إنه يفهم من كثير من الأصحاب بل لم أعثر فيه على مخالف جريان الحكم في كل محترم، كالتربة الحسينية وغيرها وما كتب اسم الله والأنبياء والأئمة أو شئ من كتاب الله عليه، بل قد يلحق به كتب الفقه والحديث