وإنما يجوز هذا في أسماء الأجناس دون الاعلام نحو طلحة، وحمزة، وعنترة، لا يجوز أن تقول جاءت طلحة من قبل أن التذكير الحقيقي يغلب على تأنيت اللفظ فأما قوله:
وعنترة الفيحاء جاءت ملاما * كأنك فند من عماية أسود فإنما أراد شفة عنترة، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه. وقوله:
(إنك سميع الدعاء) معناه سامع الدعاء بمعنى قابل الدعاء. ومنه قول القائل: سمع الله لمن حمده أي قبل الله دعاه وأصل السمع ادراك المسموع وإنما قيل للقابل سامع لان من كان أهلا أن يسمع منه فهو أهل أن يقبل منه خلاف من لا يعتد بكلامه فكلامه بمنزلة ما لم يسمع.
قوله تعالى:
(فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب إن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا و؟ من الصالحين) (39) آية واحدة بلا خلاف.
القراءة:
قرأ حمزة والكسائي وخلف " فناداه الملائكة " على التذكير، والإمالة. الباقون على التأنيث، فالأول على المعنى، والثاني على اللفظ. وقرأ حمزة وابن عامر " إن الله " بكسر الهمزة على الحكاية. الباقون بفتحها على اعمال المناداة، وتقديره نادته بأن الله. وقرأ حمزة والكسائي " يبشرك " بفتح الياء وتخفيف الشين وضمها. الباقون بضم الياء وتشديد الشين.
المعنى واللغة:
وقال السدي الذي نادى زكريا جبريل وحده، فعلى هذا يكون ذهب مذهب