بن عيينة عنه كما تقدم ورواه بن طهمان عنه عن الحكم قال كتب عمر لا يؤمن أحد جالسا بعد النبي صلى الله عليه وسلم وهذا مرسل موقوف ثم أسند عن الشافعي ثنا عبد الوهاب الثقفي عن يحيى بن سعيد عن أبي الزبير عن جابر أنه صلى وهو مريض جالسا وصلى الناس خلفه جلوسا وأخبرنا الثقفي عن يحيى بن سعيد أن أسيد بن حضير فعل مثل ذلك قال الشافعي وإنما فعلا مثل ذلك لأنهما لم يعلما بالناسخ وكذلك ما حكي عن غيرهم من الصحابة أنهم أموا جالسين ومن خلفهم جلوس محمول على أنه لم يبلغهم النسخ وعلم الخاصة يوجد عند بعض ويعزب عن بعض انتهى وقال الحازمي في كتابه الناسخ والمنسوخ اختلف الناس في الامام يصلي بالناس جالسا من مرض فقالت طائفة يصلون قعودا اقتداء به واحتجوا بحديث عائشة وحديث أنس وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون وقد فعله أربعة من الصحابة جابر بن عبد الله وأبو هريرة وأسيد بن حضير وقيس بن قهد وقال أكثر أهل العلم يصلون قياما ولا يتابعونه في الجلوس وبه قال أبو حنيفة والشافعي وادعوا نسخ تلك الأحاديث بأحاديث أخرى منها حديث عائشة في الصحيحين أنه عليه السلام صلى بالناس جالسا وأبو بكر خلفه قائم يقتدي أبو بكر بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم والناس يقتدون بصلاة أبي بكر وليس المراد أن أبا بكر كان إماما حقيقة لان الصلاة لا تصح بإمامين ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان الامام وأبو بكر كان يبلغ الناس فسمي لذلك إماما والله أعلم انتهى كلامه واعلم أنه لا يقوى الاحتجاج على أحمد بحديث عائشة المذكور أنه عليه السلام صلى جالسا والناس خلفه قيام بل ولا يصلح لأنه يجوز صلاة القائم خلف من شرع في صلاته قائما ثم قعد لعذر ويجعلون هذا منه سيما وقد ورد في بعض طرق الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ في القراءة من حيث انتهى إليه أبو بكر رواه الدارقطني في سننه وأحمد في مسنده قال بن القطان في كتابه الوهم والايهام وهي رواية مرسلة فإنها ليست من رواية بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما رواها بن عباس عن أبيه العباس عن النبي صلى الله عليه وسلم لذلك رواه البزار في مسنده بسند فيه قيس بن الربيع وهو ضعيف ثم ذكر له مثالب في دينه قال وكان بن عباس كثيرا ما يرسل ولا يذكر من حدثه حتى قالوا إن جميع مسموعاته سبعة عشر حديثا وقيل أكثر من ذلك
(٥٨)