وقام رسول الله (ص) فقال للناس: (قوموا فانحروا هديكم واحلقوا وحلوا)، فما قام رجل ولا تحرك، فأمر رسول الله (ص) الناس بذلك ثلاث مرات، فما تحرك رجل ولا قام من مجلسه، فلما رأى النبي (ص) ذلك دخل على أم سلمة، وكان خرج بها في تلك الغزوة، فقال: (يا أم سلمة! ما بال الناس! أمرتهم ثلاث مرار أن ينحروا وأن يحلقوا وأن يحلوا فما قام رجل إلى ما أمرته به)، قالت: يا رسول الله! اخرج أنت فاصنع ذلك، فقام رسول الله (ص) حتى يمم هديه فنحره ودعا حلاقا فحلقه، فلما رأى الناس ما صنع رسول الله (ص) وثبوا إلى هديهم فنحروه، وأكب بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم أن يضم بعضا من الزحام، قال ابن شهاب: وكان الهدي الذي ساقه رسول الله (ص) وأصحابه سبعين بدنة، قال ابن شهاب: فقسم رسول الله (ص) خيبر على أهل الحديبية على ثمانية عشر سهما، لكل مائة رجل سهم.
(19) حدثنا أبو أسامة عن أبي العميس عن عطاء قال: كان منزل النبي (ص) يوم الحديبية في الحرم.
(20) حدثنا الفضل عن شريك عن أبي إسحاق عن البراء قال: كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة.
(21) حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا موسى بن عبيدة قال: أخبرني أبو مرة مولى أم هانئ عن ابن عمر قال: لما كان الهدي دون الجبال التي تطلع على وادي الثنية عرض له المشركون، فردوا وجوه بدنه، فنحر رسول الله (ص) حيث حبسوه وهي الحديبية، وحلق وائتسى به ناس فحلقوا، وتربص آخرون، قالوا: لعلنا نطوف بالبيت، فقال رسول الله (ص): رحم الله المحلقين. قيل: والمقصرين، قال: رحم الله المحلقين - ثلاثا.
(22) حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي إبراهيم الأنصاري عن أبي سعيد الخدري أن النبي (ص) حلق يوم الحديبية هو وأصحابه إلا عثمان وأبا قتادة، فقال رسول الله (ص): (يرحم الله المحلقين، قالوا: والمقصرين، قال: (يرحم الله المحلقين، قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟ قال: يرحم الله المحلقين، قالوا: والمقصرين يا رسول الله، قال: والمقصرين.