الناس عنه بسيفه، فقلت: الحمد لله الذي أخزاك يا عدو الله، هل هو إلا رجل قتله قومه، قال: فجعلت أتناوله بسيف لي غير طائل، فأصبت يده فندر سيفه فأخذته فضربته به حتى برد، ثم خرجت حتى أتيت النبي (ص) كأنما أقل من الأرض - يعني من السرعة، فأخبرته فقال: (الله الذي لا إله إلا هو)، فرددها على ثلاثا، فخرج يمشي معي حتى قام عليه فقال: (الحمد لله الذي أخزاك يا عدو الله، هذا كان فرعون هذه الأمة)، قال وكيع: زاد فيه أبي عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة قال: قال عبد الله: فنفلني رسول الله (ص) سيفه.
(46) حدثنا عبيد الله قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه قال: لقد قللوا في أعيننا يوم بدر حتى قلت لصاحب لي إلى جنبي: كم تراهم؟ تراهم سبعين؟ قال: أراهم مائة، حتى أخذنا منهم رجلا فسألناه فقال: كنا ألفا.
(47) حدثنا شاذان قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال: قتل يوم بدر خمسة رجال من المهاجرين من قريش مهجع مولى عمر يحمل ويقول: أنا مهجع، وإلى ربي أرجع، وقتل ذو الشمالين، وابن بيضاء، وعبيدة بن الحارث، وعامر بن أبي وقاص.
(48) حدثنا أبو أسامة قال حدثني سليمان بن المغيرة قال حدثنا ثابت قال: أن مع عمر بن الخطاب الحربة يوم بدر، ولا يؤتى بأسير إلا أوجرها إياه، قال: فلما أخذ العباس قال لآخذه: أتدري من أنا؟ قال: لا، قال: أنا عم رسول الله (ص) فلا تذهب بي إلى عمر، قال: فأمسكه، وأخذ عقيل وقال لآخذه: تدري من أنا؟ قال: لا، قال: أنا ابن عم رسول الله (ص) قال: فأمسك الناس.
(49) حدثنا عيسى بن يونس عن أبيه عن أبيه - يعني جده - عن ذي الجوشن الضبابي قال: أتيت رسول الله (ص) بعد أن فرغ من أهل بدر بابن فرس له يقال لها القرحاء، فقلت: يا محمد! إني قد أتيتك بابن القرحاء لتتخذه، قال: (لا حاجة لي فيه وإن أردت أن أقيضك به المختارة من دروع بدر فعلت، قلت: ما كنت أقيضك اليوم بغرة لا حاجة لي فيه، ثم قال: يا ذا الجوشن! ألا تسلم فتكون من أول هذا الامر، قلت: لا، قال: ولم؟ قلت: إني رأيت قومك ولعوا بك، قال: فكيف ما بلغك