أسلم من همدان، سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد ذلكم فإنه بلغنا إسلامكم مرجعنا من أرض الروم، فأبشروا فإن الله قد هداكم بهداه، وإنكم إذا شهدتم أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة فإن لكم ذمة الله وذمة محمد رسول الله على دمائكم وأموالكم وأرض البون التي أسلمتم عليها سهلها وجبلها وعيونها ومراعيها غير مظلومين ولا مضيق عليكم فإن الصدقة لا تحل لمحمد وأهل بيته، وإنما هي زكاة تزكون بها أموالكم لفقراء المسلمين، وإن مالك بن مرارة الرهاوي حفظ الغيب وبلغ الخبر وآمرك به يا ذا مران خيرا، فإنه منظور إليه)، وكتب علي بن أبي طالب والسلام عليكم وليحييكم ربكم.
(5) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: بعث رسول الله (ص) إلى خثعم لقوم كانوا فيهم، فلما غشيهم المسلمون استعصموا بالسجود، قال: فسجدوا، قال: فقتل بعضهم فبلغ ذلك رسول الله (ص) فقال: (أعطوهم نصف العقل لصلاتهم، ثم قال النبي (ص): (ألا إني برئ من كل مسلم مع مشرك).
(6) حدثنا أبو خالد الأعمر عن الأعمش عن أبي ظبيان عن أسامة قال: بعثنا رسول الله (ص) في سرية فصبحنا الحرقات من جهينة، فأدركت رجلا فقال: (لا إله إلا الله) فطعنته، فوقع في نفسي من ذلك، فذكرته للنبي (ص)، فقال النبي (ص): (قال: (لا إله إلا الله) وقتلته؟ قال: قلت: يا رسول الله، إنما قالها فرقا من السلاح، قال: فهلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها فرقا من السلاح أم لا؟ فما زال يكررها حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ.
(7) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله (ص) بعث علقمة بن محرز على بعث أنا فيهم، فلما انتهى إلى رأس غزاته أو كان ببعض الطريق استأذنته طائفة من الجيش فأذن لهم، وأمر عليهم عبد الله بن حذافة بن قيس السهمي، فكنت فيمن غزا معه، فلما كنا ببعض الطريق أو قد القوم نارا ليصطلوا أو ليصطنعوا عليه شيئا لهم، فقال عبد الله وكانت فيه دعابة:
أليس لي عليكم السمع والطاعة، قالوا: بلى، قال: فما أنا بآمركم شيئا إلا صنعتموه، قالوا:
نعم، قال: فإني أعزم عليكم ألا تواثبتم في هذه النار، قال: فقام ناس فتجهزوا، فلما ظن