أملك لنفسي ما أرجوا، ولا أستطيع عنها دفع ما أكره، وأصبح الخير بيد غيري، وأصبحت مرتهنا بما كسبت، فلا فقير أفقر مني، فلا تجعل مصيبتي في ديني، ولا تجعل الدنيا أكبر همي، ولا تسلط علي من لا يرحمني.
(12) حدثنا أبو خالد الأحمر عن الأعمش عن خيثمة قال: قال عيسى ابن مريم لرجل من أصحابه وكان غنيا: تصدق بمالك، فكره ذلك فقال عيسى: ما يدخل الغني الجنة.
(13) حدثنا يحيى بن أبي بكير قال حدثنا شبل بن عباد عن عمر بن أبي سليمان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: قالت مريم: كنت إذا خلوت أنا وعيسى حدثني وحدثته، فإذا شغلني عنه انسان سبح في بطني وأنا أسمع.
(14) حدثنا يحيى بن أبي بكير قال حدثنا شبل بن عباد عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال: ما تلكم عيسى إلا بالآيات التي تكلم بها حتى بلغ مبلغ الصبيان.
(15) حدثنا محمد بن أبي عبيدة عن أبيه عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سالم قال: قال عيسى ابن مريم: إن موسى نهاكم عن الزنا، وأنا أنهاكم عنه، وأنهاكم أن تحدثوا أنفسكم بالمعصية، فإنما مثل ذلك كالقادح في الجذع إن لا يكون يكسره فإنه ينخره ويضعفه، أو كالدخان في البيت إن لا يكون يحرقه فإنه يغير لونه وينتنه.
(16) حدثنا عبد السلام بن حرب عن خلف بن حوشب قال: قال عيسى ابن مريم للحواريين: يا ملح الأرض! لا تفسدوا، فإن الشئ إذا فسد لا يصلحه إلا الملح، واعلموا أن فيكم خصلتين: الضحك من غير عجب، والتصبح من غير سهر.
(17) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا أبو الأشهب عن ميمون بن سياه قال: قال عيسى ابن مريم عليه السلام: يا معشر الحواريين: اتخذوا المساجد مساكن، واتخذوا بيوتكم كمنازل الأضياف، ما لكم في العالم من منزل، إن أنتم إلا عابرو سبيل.