والرحيم يوصف به غير الله تعالى فيقال رجل رحيم ولا يقال رحمن الملك أي ذو الملك التام والمراد به القدرة على الإيجاد والاختراع من قولهم فلان يملك الانتفاع بكذا إذا تمكن منه فيكون من أسماء الصفات وقيل المتصرف في الأشياء بالإيجاد والإفناء والإماتة والإحياء فيكون من أسماء الأفعال كالخالق القدوس أي الطاهر المنزه من العيوب وفعول من أبنية المبالغة السلام مصدر نعت به للمبالغة قيل سلامته مما يلحق الخلق من العيب والفناء والسلام في الأصل السلامة يقال سلم يسلم سلامة وسلاما ومنه قيل للجنة دار السلام لأنها دار السلامة من الآفات وقيل معناه المسلم عباده عن المهالك المؤمن أي الذي يصدق عباده وعده فهو من الإيمان التصديق أو يؤمنهم في القيامة من عذابه فهو من الأمان والأمن ضد الخوف كذا في النهاية المهيمن الرقيب المبالغ في المراقبة والحفظ ومنه هيمن الطائر إذا نشر جناحه على فراخه صيانة لها وقيل الشاهد أي العالم الذي لا يعرب عنه مثقال ذرة وقيل الذي يشهد على كل نفس بما كسبت ومنه قوله تعالى ومهيمنا عليه أي شاهدا وقيل القائم بأمور الخلق وقيل أصله مؤيمن أبدلت الهاء من الهمزة فهو مفتعل من الأمانة بمعنى الأمين الصادق الوعد العزيز أي الغالب القوي الذي لا يغلب والعزة في الأصل القوة والشدة والغلبة تقول عز يعز بالكسر إذا صار عزيزا وعز يعز بالفتح إذا اشتد الجبار معناه الذي يقهر العباد على ما أراد من أمر ونهي يقال جبر الخلق وأجبرهم فأجبر أكثر وقيل هو العالي فوق خلقه وفعال 4 من أبنية المبالغة ومنه قولهم نخلة جبارة وهي العظيمة التي تفوت يد المتناول المتكبر أي العظيم ذو الكبرياء وقيل المتعالي عن صفات الخلق وقيل المتكبر على عتاة خلقه والتاء فيه للتفرد والتخصيص لا تاء التعاطي والتكلف والكبرياء العظمة والملك وقيل هي عبارة عن كمال الذات وكمال الوجود ولا يوصف بها إلا الله تعالى وهو من الكبر وهو العظمة الخالق أي الذي أوجد الأشياء جميعها بعد أن لم تكن موجودة وأصل الخلق التقدير فهو باعتبار تقدير ما منه وجودها وباعتبار الإيجاد على وفق التقدير خالق البارئ أي الذي خلق الخلق لا عن مثال ولهذه اللفظة من الاختصاص بخلق الحيوان ما ليس لها بغيره من المخلوقات وقلما تستعمل في غير الحيوان فيقال برأ الله النسمة وخلق السماوات والأرض المصور أي الذي صور جميع الموجودات ورتبها فأعطى كل شئ منها صورة خاصة وهيئة منفردة يتميز بها على اختلافها وكثرتها الغفار قال الجزري في النهاية في أسماء الله الغفار الغفور وهما من أبنية المبالغة ومعناهما الساتر لذنوب عباده وعيوبهم المتجاوز عن خطاياهم وذنوبهم وأصل الغفر التغطية يقال غفر الله لك غفرا وغفرانا ومغفرة والمغفرة إلباس الله تعالى العفو المذنبين القهار أي الغالب جميع الخلائق يقال قهره يقهره قهرا فهو قاهر وقهار للمبالغة الوهاب الهبة العطية
(٣٣٩)