أي الحديث (لم يبلغ منها ما بلغ مني) أي لم يؤثر فيها مثل ما أثر في (خففي عليك الشأن) وفي رواية البخاري هوني عليك وفي رواية له خفضي بالضاد المعجمة (لها ضرائر) جمع ضرة وقيل للزوجات ضرائر لأن كل واحدة يحصل لها الضرر من الأخرى بالغيرة (وقيل فيها) أي ما يشينها (فإذا هي) أي أم رومان (لم يبلغ منها) أي لم يؤثر الحديث فيها (ما بلغ مني) أي مثل ما أثر في (استعبرت) أي جرى دمعي قال في القاموس العبرة الدمعة واستعبر جرت عبرته وحزن (الذي ذكر) بالبناء للمفعول (أقسمت عليك يا بنية إلا رجعت إلى بيتك) هذا مثل قولهم نشدتك بالله إلا فعلت أي ما أطلب منك إلا رجوعك إلى بيت رسول الله (وسأل عني خادمتي) المراد بها بريرة وفي رواية البخاري فدعا رسول الله بريرة فقال أي بريرة هل رأيت من شئ يريبك قال القسطلاني واستشكل هنا قوله بريرة بأن قصة الإفك قبل شراء بريرة وعتقها لأنه كان بعد فتح مكة وهو قبله لأن حديث الإفك كان في سنة ست أو ربع وعتق بريرة كان بعد فتح مكة في السنة التاسعة أو العاشرة وأجاب الشيخ تقي الدين السبكي بأجوبة أحسنها احتمال أنها كانت تخدم عائشة قبل شرائها وهذا أولى من دعوى الإدراج وتغليظ الحفاظ انتهى كلامه مختصرا (إلا أنها كانت ترقد حتى تدخل الشاة فتأكل خميرتها أو عجينتها) شك من الراوي وفي رواية البخاري إن رأيت عليها أمرا أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله وفي رواية مقسم عند أبي عوانة والطبراني ما رأيت مذ كنت عندها إلا أني عجنت عجينا لي فقلت احفظي هذه العجينة حتى اقتبس نارا لأخبزها فغفلت فجاءت الشاة فأكلتها (وانتهرها بعض أصحابه) أي زجرها وفي رواية أبي أويس عند أبي عوانة والطبراني أن النبي قال لعلي شأنك بالجارية فسألها علي وتوعدها فلم تخبره إلا بخير ثم ضربها وسألها
(٢٤)