عائشة) ظاهره أنه كان حاضرا في مجلس كعب وابن عباس رضي الله عنهما وسمع ما جرى بينهما (قف له شعري) أي قام من الفزع لما حصل عندها من عظمة الله وهيبته واعتقدته من تنزيهه واستحالة وقوع ذلك قال النضر بن شميل القف بفتح القاف وتشديد الفاء كالقشعريرة وأصله التقبض والاجتماع لأن الجلد ينقبض عند الفزع فيقوم الشعر كذلك (قلت رويدا) أي امهلي ولا تعجلي (ثم قرأت لقد رأى من آيات ربه الكبرى) قال الطيبي أي قرأت الآيات التي خاتمتها هذه الآية كما تشهد له الرواية الأخرى أعني قوله قلت لعائشة فأين قوله ثم دنا انتهى قلت في الرواية التي أخرجها الترمذي في تفسير سورة الأنعام فقلت يا أم المؤمنين انظريني ولا تعجليني أليس الله تعالى يقول ولقد رآه نزلة أخرى وقد رآه بالأفق المبين فالأمر كما قال الطيبي (أين يذهب بك) بالبناء للمفعول أو بالبناء للفاعل أي أين يذهب بك قوله تعالى الذي قرأت وفي المشكاة أين تذهب بك قال الطيبي أي أخطأت فيما فهمت من معنى الآية وذهبت إليه فإسناد الإذهاب إلى الآية مجاز (إنما هو) أي الآية الكبرى وذكر الضمير باعتبار الخبر (فقد أعظم الفرية) بكسر الفاء أي الكذب (في جياد) موضع بأسفل مكة قاله في المجمع ووقع في المشكاة في أجياد بفتح الهمزة وسكون الجيم قال في النهاية أجياد موضع بأسفل مكة معروف من شعابها (قد سد الأفق) أي ملأ أطراف السماء وحديث عائشة هذا أخرجه الشيخان مع زيادة واختلاف وفي روايتهما قال قلت لعائشة فأين قوله ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى قالت ذاك جبريل عليه السلام كان يأتيه في صورة الرجل وأنه أتاه بهذه المرة في صورته التي هي صورته فسد الأفق (وقد روى داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق عن عائشة إلخ) أخرج هذه الرواية الترمذي في تفسير سورة الأنعام وتقدم الكلام هناك مبسوطا في أنه صلى الله عليه وسلم رأى ربه ليلة الإسراء أم لا
(١١٩)