ثم ختم لك بالشهادة فهنيئا لك فقال والله إن المغرور من تغرونه ثم قال أتشهد لي يا عبد الله عند الله يوم القيامة فقال نعم فقال اللهم لك الحمد ألصق خدي بالأرض يا عبد الله بن عمر فوضعته من فخذي على ساقي فقال ألصق خدي بالأرض فترك لحيته وخده حتى وقع بالأرض فقال ويلك وويل أمك يا عمر إن لم يغفر الله لك يا عمر ثم قبض رحمه الله فلما قبض أرسلوا إلى عبد الله بن عمر فقال لا آتيكم إن لم تفعلوا ما أمركم به من مشاورة المهاجرين والأنصار وسراة من هنا من الأجناد قال الحسن وذكر له فعل عمر عند موته وخشيته من ربه فقال هكذا المؤمن جمع إحسانا وشفقة والمنافق جمع إساءة وغرة والله ما وجدت فيما مضى ولا فيما بقي عبدا ازداد إحسانا إلا ازداد مخافة وشفقة منه ولا وجدت فيما مضى ولا فيما بقي عبدا ازداد إساءة الا ازداد غرة. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. وعن أبي رافع قال كان أبو لؤلؤة عبدا للمغيرة بن شعبة وكان يصنع الأرحا وكان المغيرة يستغله كل يوم أربعة دراهم فلقي أبو لؤلؤة عمر فقال يا أمير المؤمنين إن المغيرة قد أثقل على غلتي وكلمه يخفف عنى فقال له عمر اتق الله وأحسن إلى مولاك ومن نية عمر أن يلقى المغيرة فيكلمه فيخفف فغضب العبد وقال وسع الناس كلهم عدله غيري فأضمر على قتله فاصطنع خنجرا له رأسان وشحذه وسمه ثم أتى به الهرمزان فقال كيف ترى هذا قال أرى انك لا تضرب به أحدا الا قتلته قال فتحين أبو لؤلؤة فجاء في صلاة الغداة حتى قام ورأي عمر وكان عمر إذا أقيمت الصلاة فتكلم يقول أقيموا صفوفكم كما كان يقول قال فلما كبر وجأه أبو لؤلؤة في كتفه ووجأه في خاصرته فسقط عمر وطعن بخنجره ثلاثة عشر رجلا فهلك منهم سبعة وفرق منهم ستة وجعل يذهب إلى منزله وضاج الناس حتى كادت تطلع الشمس فنادى عبد الرحمن بن عوف يا أيها الناس الصلاة الصلاة الصلاة قال وفزعوا إلى الصلاة وتقدم عبد الرحمن بن عوف فصلى بهم بأقصر سورتين من القرآن فلما مضى قضى الصلاة توجهوا فدعا بشراب لينظر ما قدر جرحه فأتى بنبيذ فشربه فخرج من جرحه فلم يدر أنبيذ هو أم دم فدعا بلبن فشربه فخرج من جرحه فقالوا لا بأس عليك يا أمير المؤمنين فقال إن يكن القتل بأسي فقد قتلت فجعل الناس
(٧٦)