عمر (1) فقال يا أمير المؤمنين ما مررت على ملا (2) الا رأيتهم يبكون (3) كأنهم فقدوا اليوم أبكار أولادهم فقال من قتلني فقال أبو لؤلؤة المجوسي عبد المغيرة بن شعبة قال ابن عباس فرأيت البشر في وجهه فقال الحمد لله الذي لم يبتلني أحد بحاجتي يقول لا إله إلا الله أما إني قد كنت نهيتكم أن تجلبوا إلينا من العلوج أحدا فعصيتموني ثم قال ادعو إلى إخواني قالوا ومن قال عثمان وعلى وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص فأرسل إليهم ثم وضع رأسه في حجري فلما جاء وأقلت هؤلاء قد حضروا قال نعم نظرت في أمر المسلمين فوجدتكم أيها الستة رؤس الناس وقادتهم ولا يكون هذا الامر إلا فيكم ما استقمتم يستقم أمر الناس وإن يكن اختلاف يكن فيكم فلما سمعته ذكر الاختلاف والشقاق وإن يكن ظننت أنه كائن لأنه قلما قال شيئا إلا رأيته ثم نزفه الدم فهمسوا بينهم حتى خشيت أن يبايعوا رجلا منهم فقلت إن أمير المؤمنين حي بعد ولا يكون خليفتان ينظر أحدهما إلى الآخر فقال احملوني فحملناه فقال تشاوروا ثلاثا ويصلي بالناس صهيب قالوا من نشاور يا أمير المؤمنين قال شاوروا المهاجرين والأنصار وسراة من هنا من الأجناد ثم دعا بشربة من لبن فشرب فخرج بياض اللبن من الجرحين فعرف أنه الموت فقال الآن لو أن لي الدنيا كلها لافتديت بها من هول المطلع وما ذاك والحمد لله أن أكون رأيت إلا خيرا فقال ابن عباس وإن قلت فجزاك الله خيرا أليس قد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعز الله بك الدين والمسلمين إذ يخافون بمكة فلما أسلمت كان إسلامك عزا وظهر بك الاسلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهاجرت إلى المدينة فكانت هجرتك فتحا ثم لم تغب عن مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتال المشركين من يوم كذا ويوم كذا ثم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض فوازرت الخليفة بعده على منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربت بمن أقبل على من أدبر حتى دخل الناس في الاسلام طوعا وكرها ثم قبض الخليفة وهو عنك راض ثم وليت بخير ما ولى الناس مصر الله بك الأمصار وجبى بك الأموال ونفى بك العدو وأدخل الله بك على كل أهل بيت من توسعتهم في دينهم وتوسعتهم في أرزاقهم
(٧٥)