ان ناسا ينالون من أبى بكر فبعث إلى أزفلة (1) منهم فسدلت أستارها وعذلت وقرعت وقالت أبى وما أبيه أبى لا تعطوه الا يدي هيهات والله ذاك طود منيف وظل مديد انجح والله إذ كذبتم وسبق إذ ونيم سبق الجواد إذا استولى على الأمد فتى قريش ناشئا وكهفها كهلا يفك عانيها ويريش مملفها (2) ويرأب روعها ويلم شعثها حتى حليته قلوبها ثم استشرى (3) في دينه فما برحت شكيمته (4) في ذات الله حتى اتخذ بفنائه مسجدا يحيى فيه ما أمات المبطلون وكان رحمه الله غزير الدمعة وقيد الجوانح (5) شجى النشيج (6) فأصفقت (7) إليه نسوان مكة وولدانها يسخرون منه ويستهزؤن به الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون فأكبرت ذلك رجالات قريش فحنت قسيها وفوقت سهامها وامتثلوه غرضا فما فلوا له شباة (8) ولا قصفوا له قناة ومر علي سيسائه حتى إذا ضرب الدين بجرانه وألقى بركه ورست أوتاده ودخل الناس فيه أفواجا ومن كل فرقة أرسالا وأشتاتا اختار الله لنبيه ما عنده فلما قبضه الله عز وجل ضرب الشيطان رواقه ونصب حبائله ومد طنبه واجلب بخيله ورجله فاضطرب حبل الاسلام ومرج عهده وماج أهله وعاد مبرمه أنكاثا وبغي الغوائل وظنت الرجال ان قد أكثبت (9) أطماعهم ولات حين يرجعون وانا والصديق بين أظهرهم فقام حاسرا مشمرا فرقع حاشيته وجمع قبطته فرد يسر الاسلام على غره ولم شعثه بطبه وأقام أوده بثقافه فابدعر النفاق بوطايه وانتاش الدين بنعشه فلما راح الحق على أهله وأقر الرؤس على كواهلها وحقن الدماء في أهبها حضرت منيته فسد ثلمته بشقيقه في المرحمة ونظيره في السيرة
(٤٩)