زفة زفة (1) ولا تغادرن زفة إلى غيرها يعنى إذا فرغت زفة فلا يعودون ثانية فجعل الناس يردون كلما فرغت زفة وردت أخرى حتى فرغ الناس ثم عمد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما فضل منها فتفل فيه وبارك وقال يا بلال احملها إلى أمهاتك وقل لهن كلن وأطعمن من غشيكن ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخل على النساء فقال إني زوجت بنتي ابن عمى وقد علمتن منزلتها منى وأنا دافعها إليه فدونكن فقمن النساء فغلفنها (2) من طيبهن وألبسنها من ثيابهن وحلينها من حليهن ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل فلما رأينه النساء ذهبن وبين النبي صلى الله عليه وسلم ستر وتخلفت أسماء بنت عميس رضي الله عنها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم على رسلك من أنت قالت أنا التي أحرس ابنتك ان الفتاة ليلة بنائها لابد لها من امرأة قريبة منها ان عرضت لها حاجة أو أرادت أمرا أفضت بذلك إليها قال فاني أسأل إلهي ان يحرسك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم ثم صرخ بفاطمة فأقبلت فلما رأت عليا جالسا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بكت فخشى النبي صلى الله عليه وسلم ان يكون بكاؤها ان عليا لا مال له فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما يبكيك ما ألوتك في نفسي وقد أصبت لك خير أهلي والذي نفسي بيده لقد زوجتك سعيدا في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين فلان منها فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أسماء ائتيني بالمخضب فأتت أسماء بالمخضب فمج النبي صلى الله عليه وسلم فيه ومسح في وجهه وقدميه ثم دعا فاطمة فأخذ كفا من ماء فضرب به على رأسها وكفا بين ثدييها (3) ثم رش جلده وجلدها ثم التزمها فقال اللهم انها منى وإني منها اللهم كما أذهبت عنى الرجس وطهرتني فطهرها ثم دعا بمخضب (4) آخر ثم دعا عليا فصنع به كما صنع بها ثم دعا له كما دعا لها ثم قال لهما قوما إلى بيتكما جمع الله بينكما في سركما وأصلح بالكما ثم قام وأغلق عليهما بابهما بيده قال ابن عباس رضي الله عنهما فأخبرتني أسماء بنت عميس رضي الله عنها انها رمقت رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزل يدعو لهما خاصة لا يشركهما في دعائه أحد حتى توارى في حجرته صلى الله عليه وسلم. رواه
(٢٠٨)