رسول الله (ص) وهو في المسجد جالس (إلى أن قال) قلت فأي الصدقة أفضل قال (ص) جهد من مقل إلى فقير في سر 942 (6) المناقب 289 - كتاب أبي بكر الشيرازي عن مقاتل عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله إلى قوله بغير حساب قال هو والله أمير المؤمنين عليه السلام ثم قال بعد كلام وذلك أن النبي صلى الله عليه و آله أعطى عليا يوما ثلث مئة دينار أهديت اليه قال علي عليه السلام فاخذتها وقلت والله لأتصدقن الليلة من هذه الدنانير صدقة يقبلها الله مني فلما صليت العشاء الآخرة مع رسول الله صلى الله عليه وآله أخذت مئة دينار وخرجت من المسجد فاستقبلتني امرأة فأعطيتها الدنانير فأصبح الناس بالغد يقولون تصدق علي الليلة بمائة دينار على امرأة فاجرة فاغتممت غما شديدا فلما صليت الليلة القابلة صلاة العتمة اخذت مئة دينار وخرجت من المسجد وقلت والله لأتصدقن الليلة بصدقة يتقبلها ربي مني فلقيت رجلا فتصدقت عليه بدنانير فأصبح اهل المدينة يقولون تصدق علي البارحة بمئة دينار على رجل سارق فاغتممت غما شديدا وقلت والله لأتصدقن الليلة صدقة يتقبلها ربي مني فصليت العشاء الآخرة مع رسول الله (ص) ثم خرجت من المسجد ومعي مئة دينار فلقيت رجلا فأعطيته إياها فلما أصبحت قال اهل المدينة تصدق علي البارحة بمئة دينار على رجل غني فاغتممت غما شديدا فأتيت رسول الله (ص) فخبرته فقال لي يا علي هذا جبرئيل يقول لك ان الله عز وجل قد قبل صدقاتك وزكى عملك ان المئة دينار التي تصدقت بها أول ليلة وقعت في يدي امرأة فاسدة فرجعت إلى منزلها وتابت إلى الله عز وجل من الفساد وجعلت تلك الدنانير رأس مالها وهي في طلب بعل تتزوج به وان الصدقة الثانية وقعت في يدي سارق فرجع إلى منزله وتاب إلى الله من سرقته وجعل الدنانير رأس ماله يتجر بها وان الصدقة الثالثة وقعت في يدي رجل غني لم يزك ماله منذ سنين فرجع إلى منزله ووبخ نفسه و قال شحا عليك يا نفس هذا علي بن أبي طالب تصدق علي بمئة دينار ولا مال له وانا قد أوجب الله على مالي الزكاة لأعوام كثيرة لم أزكه فحسب ماله وزكاه واخرج
(٣٢٧)