من منازعة أبي بكر وعمر ومن رغب في نيل الدنيا بطريقهما ممن يرجو أن يحصل له منهما إذا حصل لهما ولاية من الحطام ما لا يرجو بولاية أبيك علي (ع) لأنهم عرفوا منه (ص) أنه لا يعمل بغير الحق الذي لا تصبر عليه النفوس فلو أن أباك أمير المؤمنين عليه السلام نازع أبا بكر منازعة للمغالبة والمقاهرة لأدى ذلك إلى أن يصير أهل المدينة حربا وأهل الردة ظاهرا وكان أهل مكة الذي ذكر أنهم ما ارتدوا وقد أسلموا لما هجم النبي (ص) بالعساكر التي عجزوا عنها وملكهم قهرا وبغتة على صفة ما كانوا يقدرون على التخلص منها فكان إسلامهم إسلام مقهور فمتى وجدوا من يساعدهم على زوال القهر عنهم ما يؤمن منه ارتداداهم عما قهروا عليه من الاسلام المذكور فما كان يفي على ما ذكر (المروزي) وغيره ممن ارتد من سائر أهل تلك البلاد إلا الطائف وأي مقدار للطائف مع ارتداد سائر الطوائف فلولا تسكين أبيك أمير المؤمنين عليه السلام لذلك البغي والعدوان بترك المحاربة لأبي بكر ومساعدته لأهل المدينة على الذين ارتدوا على الاسلام والايمان وإطفاء تلك النيران كان قد ذهب ذلك الوقت الاسلام بالكلية أو كاد يذهب ما يمكن ذهابه منه بتلك الاختلافات الردية وهذه مصائب وعجائب أوجبها مسارعة أبي بكر وعمر ومن اجتمع في السقيفة لطلب الدنيا السخيفة والتوصل فيها بالمغالبة والحيلة وتركهم جدك محمدا صلى الله عليه وآله بين أهله على فراش وفاته كأنه كان عند أهل السقيفة مثل امرأة قد ضجر صاحبها منها مما يمتنعه من سوء الإرادة ولا ترجى الولادة فصاحبها مستقيل من حياتها وإذا ماتت فرح بمماتها وكان من جملة
(٧٠)