وشائعا كان بطريق عمر ومن وافقه فما أدري كيف يكون يوم القيامة حال ذلك الاقدام وقد كان عبد الله بن عباس يبكي حتى تبل دموعه الحصى من هول ذلك المقام وما فسد بذلك من الاسلام، ويقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين كتابه صلى الله عليه وآله.
الفصل التاسع والثمانون: واعلم يا ولدي محمد أن أقصى ما كان يخاف من كتاب جدك محمد صلى الله عليه وآله زوال الضلال فهل كره ذلك إلا من كان يريد بقاء الضلال وأعظم ما في هذه الحال أن جدك محمدا صلى الله عليه وآله قال جل جلاله عنه (وما ينطق عن الهوى إل هو إلا وحي يوحى) وخاصة قوله (ع) عن زوال الضلال إلى يوم الحساب فإن هذا ما يعرفه ويقول إلا عن رب الأرباب فصار الاستخفاف بقول من قال ليهجر وأنه هذيان لأعظم من جدك محمد صلى الله عليه وآله وهدما للاسلام والايمان.
الفصل التسعون: واعلم يا ولدي محمد أودع الله جل جلاله سرائرك أنوار المكاشفة وديعة مستقرة متضاعفة، أن جماعة من أهل المعرفة بما جرت حال أعداء جدك محمد (ص) وأبيك علي (ع) ذكروا أن الذي منع من هذه الصحيفة التي أراد أن يكتبها بزوال الضلال كان سبب منعه من هذه الحال أنه كان قد عرف أن جدك محمدا صلى الله عليه وآله قد نص على أبيك علي بالخلافة بعده في مقام بعد مقام فلما قال ائتوني بدواة وقرطاس أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعدي أبدا فخاف الذي منعه من الكتاب أنه يكتب كتابا ليصرح بأسماء الذين يمنعون أباك عليا عليه السلام من خلافته ويأمر بدفعهم