أهل الحرم وبلغ ما لم يبلغ إليه الكفار والأشرار ولعنوا أباك صلوات الله وسلامه عليه والصالحين على منابر المسلمين وهو شئ ما فعله ملوك الكافرين وقتلوا من قدروا على قتله من الشيعة الصالحين فكذا ما يكون يؤمن أن يقع ممن تقدم على أبيك علي أمير المؤمنين عليه السلام وهم أرجح من معاوية ويزيد من ملوك بني أمية المارقين أضعاف ما وقع منهم من الهلاك في الدنيا والدين ولولا ما دبر الله لجدك محمد صلى الله عليه وآله من تزويجه إليهم وتزويجهم إليه ومن أمره لجدك الحسن عليه السلام في صلح معاوية على ما كان ما بقي من ذرية النبي صلى الله عليه وآله ومن أمور الاسلام ما قد بقي إلى الان وكان الحال قد زاد على ما كان في أيام الجاهلية من الضلال والعدوان والبهتان وبالله جل جلاله المستعان فأذن له وأمره عليه السلام أن يزوجهم ويتزوج منهم ليكون ذلك من أسباب حفظ ما حفظ به من دينه وذريته والأئمة من عترته وسلامتهم من الهلاك والاصطلام وهذه عادة مستمرة في سالف الأيام وفي دولة الاسلام وأنهم متى ما خافوا فساد الملوك والأضداد توسلوا في التزويج إليهم في ترك الحروب والجهاد إلى حفظ البلاد وحفظ الأهل والأولاد وبلوغ المراد وهل كان يؤمن من الذين تقدموا على أبيك علي سلام الله عليه إذ تمكنوا بعد جدك محمد صلى الله عليه وآله من كل ما يقدرون عليه من استئصال من يقدرون على استئصاله من أهل بيته عليهم السلام ومحو ما يقدرون على محوه من شريعة الاسلام وقد ذكرت لك في كتاب (الطرائف) من إقدامهم في حياة جدك محمد صلى الله عليه وآله على المعارضة له في فعاله ومقاله
(٦٣)