الفناء للأنبياء والأولياء والأتقياء الملوك الظالمون والولاة المتغلبون وقد فتح جهال ملوك بني أمية وسفهاؤهم الذين كانوا عارا على الاسلام والمسلمين من بلاد الكفر ما لم تبلغ إليه الذين تقدموا على أبيك أمير المؤمنين عليه السلام ولم يدل ذلك على صلاح بني أمية المفتضحين الجاهلين.
الفصل الحادي والثمانون: واعلم يا ولدي يقينا إنما فتح بلاد الاسلام بعد جدك محمد صلى الله عليه وآله تأييد الله جل جلاله ونصره وما وعده أن يبلغ إليه نبوته وأمره وقد كان جدك صلى الله عليه وآله أخبر جماعة من المسلمين أنه يفتح على يد نبوته بلاد كسرى وقيصر وكلما فتحوه بعده وكان المسلمون قد جربوا عليه صدقه ووعده وسمعوا القرآن يتضمن (ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) وقد ذكر جماعة من أصحاب التواريخ تصديق ما أشرت إليه وعلى خاطري مما وقفت عليه ما ذكره أعثم في تاريخه ما معناه أن أبا بكر لما بدء بإنفاذ أبي عبيدة والجيوش إلى الروم ومات قبل أن يفتحها وفتحها المسلمون بعده في ولاية عمر قال له قوم لا تخرج مع العسكر وقال قوم اخرج معهم فقال لأبيك علي عليه السلام ما تقول أنت يا أبا الحسن فقال له علي عليه السلام إن خرجت نصرت وإن أقمت نصرت لان النبي صلى الله عليه وآله وعدنا بالنصر للاسلام فقال له صدقت وأنت وارث علم رسول الله صلى الله عليه وآله، فهل ترى يا ولدي ما كان فتح البلاد إلا بقوة تلك الوعود الصادقة والعناية الإلهية الفائقة وأن الذين كانوا خلفاء بالمدينة كان وجودهم كعدمهم كما قال لهم أبوك علي عليه السلام إن خرجت نصرت وإن أقمت نصرت