إلى الطاعة بزمامها وقدعها عن المعصية بلجامها رافعا إلى المعاد طرفه متوقعا في كل أوان حتفه دائم الفكر طويل السهر غروفا عن الدنيا ساما كدوحا لاخرته متحافظا امرءا جعل الصبر مطية نجاته والتقوى عدة وفاته ودواء أجوائه فاعتبر وقاس وترك الدنيا والناس يتعلم للتفقه والسداد وقد وقر قلبه ذكر المعاد وطوى مهاده وهجر وساده منتصبا على أطرافه داخلا في اعطافه خاشعا لله يراوح بين الوجه والكفين خشوع في السر لربه لدمعه صبيب ولقلبه وجيب شديدة اسباله ترتعد من خوف الله تعالى أوصاله قد عظمت فيما عند الله رغبته واشتدت منه رهبته راضيا بالكفاف من امره وان أحسن طول عمره يظهر دون ما يكتم و يكتفى بأقل مما يعلم أولئك ودايع الله في بلاده المدفوع بهم عن عباده لم أقسم أحدهم على الله تعالى لا بره أو دعا على أحد نصره الله يسمع إذا ناجاه ويستجيب له إذا دعاه جعل الله العاقبة للتقوى
(٧٧)