وشرع فيه الدين لعباده عذرا أو نذرا لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ويكون بلاغا لقوم عابدين فبلغ رسالته و جاهد في سبيله وعبده حتى اتاه اليقين صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا أوصيكم عباد الله واوصى نفسي بتقوى الله الذي ابتدء بدؤ الأمور بعلمه واليه يصير غدا معادها ويبدء فنائها وفنائكم وتصرم أيامكم وفنأ آجالكم وانقطاع مدتكم فكان قد زالت عن قليل عنا وعنكم كما زالت عمن كان قبلكم واجعلوا عباد الله اجتهادكم في هذه الدنيا بالتزود من يومها القصير ليوم الآخرة الطويل فإنها دار عمل والآخرة دار القرار والجزاء فتجافوا عنا فإنها المغتر من اغتر بها لن تعدوا الدنيا إذا تناهت إليها أمنية أهل الرغبة فيها المجين لها والمطمئنين إليها المفتونين بها أن تكون كما قال الله تعالى كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما تأكل الناس والانعام الآية مع أنه لم يصب امرؤ منكم في هذه
(٨٨)