126 / 28 ومن كلامه عليه السلام مجموعة الورام ص 97 وقال أمير المؤمنين عليه السلام من اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات ولا يمكن دفع النفس عن الشهوات مالم تمنعها من التنعم بالمباحات فان النفس إذا لم تمنع بعض المباحات طمعت في المحظورات فمن أراد حفظ لسانه عن الغيبة والفضول فحقه ان يلزم السكوت الا عن المهمات ولا يتكلم الا بحق فيكون سكوته عبادة وكلامه عبادة لان الذي يشتهى به الحرام فالشهوة واحدة وقد وجب على العبد منعها عن الحرام فإن لم يقودها الاقتصار على قدر الضرورة في الشهوات غلبته الشهوة فان النفس تفرح بالتنعم في الدنيا وتركن إليها وتطمئن بها أشرا وبطرا حتى تصير ممتلئا به كالسكران الذي لا يفيق من سكره وذلك أن الفرح بالدنيا سم قاتل يسرى في العروة فيخرج من القلب الخوف والحزن وذكر الموت وأهوال يوم القيمة قال الله
(١٠٩)