وهو يخطب فقال بعد ان حمد الله تعالى وصلى على محمد رسوله صلى الله عليه وآله) أيها الناس ان الله ارسل إليكم رسولا ليزيح به عليكم ويوقظ به غفلتكم وانى أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى وطول الأمل إما اتباع الهوى فيصدكم عن الحق واما طول الأمل فينسيكم الآخرة الا وان الدنيا قد ترحلت مدبرة وان الآخرة قد أقبلت مقبلة ولكل واحد منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فان اليوم عمل و لا حساب وغدا حساب ولا عمل واعلموا انكم ميتون ومبعوثون من بعد الموت ومحاسبون على أعمالكم ومجاوزون بها فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور فإنها دار بالبلاء محفوفة وبالعناء والغدر موصوفة وكل ما فيها إلى زوال وهي بين أهلها دول وسجال لا تدوم أحوالها ولا يسلم من شرها نزالها بينا أهلها منها في رخاء وسرور اذاهم في بلاء وغرور العيش
(٢٤٥)