بعضا ولا يستوجب بعضها الا ببعض فاعظم ما افترض الله تعالى من تلك الحقوق حق الوالي على الرعية وحق الرعية على الوالي فريضة فرضها الله تعالى لكل على كل فجعلها نظام ألفتهم (وفى نسخة نظاما لألفتهم وعزا لدينهم وقواما لسنن الحق فيهم فليست تصلح الرعية الا بصلاح الولاة ولا تصلح الولاة الا باستقامة الرعية فإذا أدت الرعية إلى الوالي حقه وادى إليها الوالي كذلك عن الحق بنيهم و قامت مناهج الدين واعتدلت معالم العدل وجرت على أزلالها السنن فصلح بذلك الزمان وطاب به العيش وطمع في بقاء الدولة ويئست مطامع الأعداء وإذا غلبت الرعية على واليهم وعلا الوالي الرعية اختلفت هنا لك الكلمة وظهرت مطامع الجور وكثر الأدغال في الدين وتركت معالم السنن فعمل بالهوى وعطلت الآثار وكثر علل النفوس ولا يستوحش لجسيم حق عطل ولا لعظيم باطل أثل فهنالك يذل الا برار ويعز الأشرار وتحزب البلاد وتعظم تبعات الله عند العباد
(٦٦)