فاعتمرت ثم قدمت المدينة فدخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله إدا نودي الصلاة جامعة فاجتمع الناس وخرج علي عليه السلام متقلدا سيفه فشخصت الابصار نحوه فحمد الله و صلى على رسوله صلى الله عليه وآله ثم قال إما بعد فإنه لما قبض الله نبيه صلى الله عليه وآله قلنا نحن أهله وورثته وعترته وأوليائه دون الناس لا ينازعنا سلطانه أحد ولا يطمع في حقنا طامع إذا تبرى لنا قومنا فغصبونا سلطان نبينا فصارت الامرة لغيرنا وصرنا سوقه يطمع فينا الضعيف ويتعزز علينا الذليل فبكت الأعين منا لذلك وخشنت الصدور وجزعت النفوس وأيم الله لولا مخافة الفرقة بين المسلمين وان يعود الكفر ويبور الدين لكنا على غير ما كنا لهم عليه فولى الامر ولاة لم يألوا الناس خيرا ثم استخرجتموني أيها الناس من بيتي فبايعتموني على شأن منى لامركم وفراسة تصدقني ما في قلوب كثير منكم وبايعني هذان الرجلان في أول من بايع يعلمون ذلك وقد نكثا وغدرا ونهضا إلى البصرة بعايشة ليفرقا جماعتكم ويلقيا بأسكم
(٢٨٦)