والمتون الموت والكبت الاذلال والظرف والجران مقدم عنق البعير من منخره إلى منحره كناية عن استقراره في قلوب عباد الله كالبعير الذي اخذ مكانه واستقر فيه ويقال تبوء وطنه أي سكن فيه شبه عليه السلام الاسلام بالرجل الخائف المتزلزل الذي استقر في وطنه بعد خوفه قوله لتحتلبنها الضمير مبهم يرجع إلى أفعالهم شبهها بالناقة التي أصيب ضرعها بآفة من تفريط صاحبها فيها ولعل المقصود عدم انتفاعهم بتلك الافعال عاجلا وآجلا والبطانة الوليجة وهو الذي يعرفه الرجل اسراره ثقة به لا يألونا خبالا أي لا يقصرون لنا في الفساد والاكوا لتقصير قد بدت البغضاء من أفواههم أي في كلامهم لانهم لا يملكون أنفسهم لفرط بغضهم وما تخفى صدورهم أكبر مما بدا لان بدوه ليس عن روية واختيار قوله سلقوكم أي ضربوكم وآذوكم بالسنة حداد ذربة يطلبون الغنيمة والسلق البسط بقهر بالبيدا وباللسان وقوله يكنيه أي ناداه بالكنية فقال يا أبا حفص فقال الأشعث انا اعرف انك تعنى عمرو هو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وآله ان الشيطان يفر منه فقال عليه السلام استهزء وتكذيبا للخبر الموضوع ما امن الله روعة الشيطان إذا كان يفر من مثل عمر ويقال كربه الغم أي اشتد عليه والجذم القطع قوله لقد عرفت ذلك أي اثر البغض والعداوة لذلك الامر انتهى ما قاله المجلسي ره 187 / 89 ومن خطبه عليه السلام الثامن من بحار الأنوار ص 413 عن أمالي الشيخ عن المفيد عن الكاتب عن الزعفراني عن الثقفي عن عبيد الله بن إسحاق الضبي عن حمزة بن نصر عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي قال لما رجعت رسل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من عند طلحة والزبير وعايشة يؤذنونه بالحرب قام فحمد الله وأثنى عليه وصلى على محمد صلى الله عليه وآله ثم قال أيها الناس انى قد راقبت هؤلاء القوم كيما يرعووا ويرجعوا وقد وبختهم بنكثهم وعرفتهم بغيهم فليسوا يستجيبون الا وقد بعثوا إلى أن أبرز للطعان واصبر للجلاد فإنما منتك نفسك من أبناء الأباطيل هبلتهم الهبول قد كنت وما أهدد بالحرب ولا أرهب بالضرب
(٢٦٨)