الا بكم أظهر الله معالم ديننا واستصلح ما كان فسد من دنيانا حتى استبان بعد الجور ذكرنا و قرت من رخاء العيش أعيننا لما ولينا بالاحسان جهدك ووفيت لنا بجميع وعدك وقمت لنا على جميع عهدك فكنت شاهد من غاب منا وخلف أهل البيت لنا وكنت عز ضعفاءنا وعماد عظمائنا يجمعنا في الأمور عدلك ويتسع لنا في الحق تأنيك فكنت لنا انسا إذا أريناك وسكنا إذا ذكرناك فأي الخيرات لم تفعل وأي الصالحات لا تعمل ولو أن الامر الذي نخاف عليك منه يبلغ تحويله جهدنا ويقوى لمدافعته طاقتنا أو يجوز الفداء عنك منه بأنفسنا وبمن نفد فيه بالنفوس من أبناءنا لقدمنا أنفسنا وأبناءنا قبلك ولا خطرناها وقل خطرها دونك ولقمنا بجهدنا في محاولة من حاولك وفى مدافعة من ناواك ولكنه سلطان لا يحاول وعز لا يزاول ورب لا يغالب فان يمنن علينا بعافيتك ويترحم علينا ببقاءك ويتحنن علينا بتفريح هذا من حالك إلى سلامة منك لنا وبقاء منك بين أظهرنا نحدث لله عز وجل بذلك شكرا نعظمه وذكرا نديمه ونقسم انصاف أموالنا صدقات وانصاف رقيقنا عتقاء ونحدث له تواضعا في أنفسنا ونخشع في جميع أمورنا وان يمض بك الجنان ويجرى عليك حتم سبيله فغير متهم فيك قضائه ولا مدفوع عنك بلاءه ولا مختلفة مع ذلك قلوبنا بان اختياره لك ما عنده على ما كنت فيه ولكنا نبكى من غير اثم لعز هذا السلطان ان يعود ذليلا وللذين والدنيا أكيلا فلا نرى لك خلفا نشكوا إليه ولا نظيرا نأمله ولا نقيمه اللغات قوله فريضة فرضها الله إما مرفوع ليكون خبر مبتداء محذوف واما منصوب على الحالية أو باضمار فعل عز الحق أي غلب على أزلالها زل الطريق بالكسر محجتها وأمور الله الجارية على أزلالها مجاريها وهي جمع زل بالكسر أثل يقال ما مؤثل ومجد مؤثل أي مجموع ذو أصل واثلة أي زكاه وفى النهج انه بالحفيف خسئت به الأمور أي طردت وبعدت قوله فاجابه رجل قال العلامة المجلسي ره في شرح الخطبة الظاهر هو الخضر من الغل أي أغلال الشرك والمعاصي والمحكى عن بعض النسخ القديمة (اطلق عنا رهاين الغل) أي ما يوجب اغلاله يوم القيمة وأتمر أي اقبل ما امرك الله به فامضه علينا والايتمار بمعنى المشاورة والمخول بالخاء المنعم عليه من أسخف في بعض نسخ الكافي من استخف من الاستخفاف وفى النهج وبعض النسخ من أسخف بكسر الميم من السخافة جال بالجيم من الجولان الاطراء المبالغة في المدح وربما استحلى الناس أي وجدوه حلوا لاخراجي نفسي أي لاعترافي بين يدي الله وبمحضر منكم ان حقوقا على في ولايتكم ورياستي عليكم لم أقم بها البادرة الحدة والكلام الذي يسبق من الانسان في الغضب المصانعة الرشوة والمداراة فبلائه عندنا لا يكفر أي نعمته عندنا وافرة بحيث لا نستطيع كفرها وسترها وقد عال الذي في صدره يقال عالني الشئ أي غلبني وعال امرهم اشتد غصص الشجا الغصة بالضم ما اعترض في الحلق والشجا والشجو الهم والحزن قوله
(٧١)