فهلم أيها الناس إلى التعاون على طاعة الله عز وجل والقيام بعدله والوفاء بعهده والانصاف له في جميع حقه فإنه ليس العباد إلى شئ أحوج منهم إلى التناصح في ذلك وحسن التعاون عليه وليس أحد وان اشتد على رضا الله حرصه وطال في العلم اجتهاده ببالغ حقيقة ما اعطى الله تعالى من الحق أهل (وفى نهج البلاغة ببالغ حقيقة ما الله أهله من الطاعة) ولكن من واجب حقوق الله على العباد النصيحة له بمبلغ جهدهم والتعاون على إقامة الحق فيهم ثم ليس امرء وان عظمت في الحق منزلته وجسمت في الحق فضيلته بمستغن عن أن يعان على ما حمله الله من حقه ولا لامرء مع ذلك حست به الأمور واقتحمته العيون بدون ما ان يعين على ذلك ويعان عليه وأهل الفضيلة في الحال و أهل النعم العظام أكثر في ذلك حاجة وكل في الحاجة إلى الله تعالى شرع سواء فاجابه رجل من عسكره لا يدرى من هو لأنه لم ير في عسكره قبل ذلك اليوم ولا بعده فقال وأحسن الثناء على الله تعالى بما أبلاهم وأعطاهم من واجب حقه عليهم
(٦٧)