الأزل معناه ولما كان للأزل معنى الا معنى الحدث ولا للبارئ الا معنى المبروء لو كان له وراء لكان له امام ولا التمس التمام إذ لزمه النقصان وكيف يستحق اسم الأزل من لا يمتنع من الحدث وكيف يستأهل الدوام من تنقله الأحوال و الأعوام وكيف ينشئ الأشياء من لا يمتنع من الأشياء إذا لقامت فيه آلة المصنوع ولتحول دليلا بعد إن كان مدلولا عليه ولاقترنت صفاته بصفات ما دونه ليس في محال القول حجة ولا في المسألة عنها جواب هذا مختصر منها أقول قوله عليه السلام أول عبادة الله معرفته أي أشرفها وأقدمها زمانا ورتبة معرفته لأنها شرط لقبول الطاعات واصل معرفته توحيده إذ مع اثبات الشريك أو القول بتركيب الذات أو زيادة الصفات يلزم القول بالامكان فلم يعرف المشرك الواجب ولم يثبته فمن لم يوحده لا ينال بدرجة المعرفة ونظام التوحيد وتمامه نفى الصفات الزائدة الموجودة عنه إذ أول التوحيد نفى الشرك عنه ثم نفى التركيب ثم نفى الصفات الزائدة فهذا كماله ونظامه قوله لشهادة العقول إلى من حدثه استدل عليه السلام على نفى زيادة الصفات بان العقول شهدت بان كل صفة محتاجة إلى الموصوف لقيامها به والموصوف كذلك لتوقف كماله بالصفة فهو في كماله محتاج إليها وكل محتاج إلى الغير ممكن فلا يكون شئ منهما واجبا ولا المركب منهما فثبت احتياجهما إلى علة ثالثة ليست بموصوف ولا صفة والا لعاد المحذور قوله ومن نهاه بالتشديد أي جعل له حدا ونهاية قوله ومن مثله أي من جعل له شخصا ومثالا في ذهنه وجعل الصورة الذهنية ومثالا له فهو لا يصدق بوجوده ولا يصاب بحقيقته لان كلما
(١٨٣)