فدلت على مفرقها وتباينت فأعربت عن مباينها تجلى صانعها للعقول وبها احتجب عن الرؤية واليها تحاكم الأوهام وفيها أثبتت العبرة ومنها أنيط الدليل بالعقول يعتقد التصديق بالله وبالاقرار يكون الايمان لا دين الا بمعرفة ولا معرفة الا بتصديق ولا تصديق الا بتجريد التوحيد ولا توحيد الا بالاخلاص ولا اخلاص مع التشبيه ولا نفى مع اثبات الصفات ولا تجريد الا باستقصاء النفي كله اثبات بعض التشبيه يوجب الكل ولا يستوجب كل التوحيد ببعض النفي دون الكل والاقرار نفى الانكار ولا ينال الاخلاص بشئ من الانكار كل موجود في الخلق لا يوجد في خالقه وكلما يمكن فيه يمتنع في صانعه لا تجرى عليه الحركة ولا يمكن فيه التجزية ولا الاتصال وكيف يجرى عليه ما هو اجراه ويعود عليه ما هو ابتداه ويحدث فيه ما هو أحدثه إذا لتفاوتت ذاته ولتجزئ كنهه ولامتنع من
(١٨٢)