توهمه المتوهم فهو مخلوقة ومصنوع وهمه وقوله من اكتنهه أي بين كنه ذاته أو طلب الوصول إلى كنهه إذ لو كان يعرف كنهه لكان شريكا مع الممكنات في التركيب والصفات الامكانية فهو ينافي التوحيد قوله من أشار إليه أي لا قصد نحوه من أشار إليه بإشارة حسية أو الأعم منها ومن الوهمية والعقلية قوله من بعضه أي حكم بان له اجزاء أو ابعاضا قوله وكل موجود في سواه معلول أي كل ما يعلم وجوده ضرورة بالحواس من غير أن يستدل عليه بالآثار فهو مصنوع أو أراد ان كل معلوم بحقيقته فإنما يعلم من جهة اجزائه وكل ذي جزء فهو مركب فكل معلوم الحقيقة مركب وكل مركب محتاج إلى مركب يركبه وصانع يصنعه فإذا كل معلوم الحقيقة هو مصنوع قوله كل موجود في سواه معلول لعل هذا الكلام وما قبله إشارة إلى أن الله تعالى لا جوهر ولا عرض ولا يوصف بشئ منهما قوله بصنع الله يستدل عليه يعنى بالآثار يستدل على وجوده وبالتعقل يكمل معرفته وبالتذكر والتدبر تثبت حجته وفى بعض النسخ بالفطرة تثبت حجته قوله خلق الله الخلق الخلقة سبب لاحتجاب الخالق عن المخلوق لان الخلقة صفة كمال له وكماله تعالى ونقض مخلوقه حجاب بينه وبينهم قوله مفارقته آنيتهم يعنى بمفارقة ذاته تعالى وحقيقة عن ذاتهم وحقيقتهم - اعلم أن مباينته تعالى إياهم ليس بحسب المكان حتى يكون في مكان وغيره في مكان آخر بل انما هي بان فارق اينيتهم فليس له أين ومكان وهو محبوسون في مطمورة المكان أو المعنى ان مباينته لمخلوقه في الصفات صار سببا لان ليس له مكان قوله أسماءه تعبير أي ليست عين ذاته وصفاته بل هي معبرات تشهد عنها وافعاله تفهيم ليعرفوه وليستدلوا على وجوده وعلمه وقدرته وحكمته ورحمته وذاته حقيقة أي حقيقة مكونة عالية لا تصل إليها عقول الخلق بان يكون التنوين للتعظيم والتبهيم أو خليفة بان تتصف بالكمالات دون غيرها أو ثابتة واجبة لا يعتريها التغير والزوال فان الحقيقة ترد بتلك المعاني كلها وكنهه تفرقه بينه وبين خلقه لعدم اشتراكه معهم في شئ والحاصل عدم امكان معرفة كنهه قوله تعداه أي تجاوزه قوله من اكتنه أي توهم انه أصاب كنهه وفى بعض النسخ اعله وهو تصحيف ولعله قوله غياه أي جعل لبقائه غاية ونهاية قوله أحد لا بتأويل عدد بان يكون معه ثان من جنسه أو بان يكون واحدا مشتملا على اعداد وقوله صمد لا بتبعيض بدد الصمد هو السيد المقصود إليه في الحوائج لأنه القادر على أدائه والبدد جاء بمعنى الحاجة فعلى هذا يكون المعنى هو السيد المصمود المقصود إليه في الحوائج من دون تبعيض الحاجة وقوله متجل لا باشتمال رؤية التجلي الانكشاف والظهور لا من جهة
(١٨٤)