المستقبلة أوليس له شك في أمر حتى يمكن أن يقول لعل قوله ولا تقارنه مع بان يقال كان شئ معه أزلا أو مطلق المعية بناء على نفى الزمان أو الأعم من المعية الزمانية أيضا ولا تشتمله هو لعله تصحيف من النساخ والصحيح انه لا يشمله حين كما في النهج أولا يشمل بحد والمراد إما الحد اللغوي وهو النهاية التي تحيط بالجسم وذلك من لواحق الكم المتصل والمنفصل وهما من الاعراض ولا شئ من واجب الوجود بعرض أو محل له فامتنع ان يوصف بالنهاية وانما تحد الأدوات أنفسها المراد بالأدوات هنا آلات الادراك التي هي حادثة ناقصة وكيف يمكن لها ان تحد الأزلي المتعالى عن النهاية قوله وعن الفاقة تخبر الأداة أي يكشف بالأدوات والآلات عن احتياج الممكنات وبالضد عن التضاد وبالتشبيه عن شبه الممكنات بعضها من بعض وبالحديثة يكشف عن توقيتها وتفترق الأسماء عن صفاتها مذ وقد ولولا كلها فواعل لأفعال قبلها ومذ وقد لابتداء والتقريب ولا تكونان الا في الزمان المتناهى وهذا مانع للقدم والأزلية وكلمة لولا مركب من لو بمعنى الشرط ولا بمعنى النفي ويستفاد منها التعليق وهو ينافي الجبرية وقوله بها تجلى أي بهذه الآلات والأدوات التي هي حواسنا ومشاعرنا وبخلقه إياها وتصويره لنا تجلى للعقول وعرف لأنه لو لم يخلقها لم يعرف وقوله بها احتجب عن الرؤية أي بها استنبطنا استحالة كونه مرئيا بالعيون لا بالمشاعر والحواس كملت عقولنا وبعقولنا استخرجنا الدلالة على أنه لا تصح رؤيته فاذن بخلقه الآلات والأدوات لنا عرفناه عقلا قوله وإذا لتفاوتت ذاته أي لاختلف ذاته باختلاف الاعراض عليها ولتجزأت حقيقته وقوله لامتنع عن الأزل معناه أي لو كان قابلا للحركة والسكون لكان جسما ممكنا لذاته فكان مستحقا للحدوث الذاتي بذاته فلم يكن مستحقا للأزلية بذاته فيبطل من الأزلية معناه وهذا القول وما بعده كالتعليل لما سبق قوله إذا لقامت يعنى لو كان فيه تلك الحوادث والتغيرات لقامت فيه علامة المصنوع وكان دليلا على وجود صانع آخر غيره ومشترك مع غيره في الصفات فليس في هذا القول المحال حجته ولا في السؤال عنه جواب لظهور خطاءه لأنه إذا يكون ممكنا كسائر الممكنات وليس واجب الوجود أقول هذه الخطبة منقول في النهج مع اختلاف وزيادات ورواها الصدوق في التوحيد والعيون عن علي بن موسى الرضا عليه السلام بأدنى تفاوت 158 / 60 ومن خطبه عليه السلام
(١٨٦)