الأوقات كونه والعدم وجوده والابتداء أزله بتشعيره المشاعر علم أن لا مشعر له وبتجهيره الجواهر علم أن لا جوهر له وبانشائه البرايا علم أن لا منشئ له وبمضادته بين الأمور عرف ان لاضد له وبمقارنته بين الأشياء علم أن لا قرين له ضاد النور بالظلمة والصرد بالحرور مؤلفا بين متعادياتها متقاربا بين متبايناتها دالة بتفريقها على مفرقها وبتاليفها على مؤلفها جعلها سبحانه دلائل على ربوبيته وشواهد على غيبته ونواطق عن حكمته إذ ينطق تكونهن عن حدثهن ويخبرن بوجودهن عن عدمهن وينبأن بتنقيلهن عن زوالهن ويعلن بأفولهن ان لا أفول لخالقهن وذلك قوله جل ثناءه ومن كل شئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ففرق بين هاتين قبل وبعد ليعلم ان لا قبل له ولا بعد شاهد بغرائزها ان لا غريزة لمغرزها دالة بتفاوتها ان لا تفاوت في مفاوتها مخبرة بتوقيتها ان
(١٨٠)