على حذيفة، فأمر بلقحة فحلبت، ثم أمر بقد فسخنت، ثم قال: كل، قلت: إني أريد الصوم، قال: وأنا أريد الصوم، فأكلنا ثم شربنا ثم أتينا المسجد، (1) وقد أقيمت الصلاة، فقال حذيفة: هكذا فعل بي (2) رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: بعد الصبح؟!
قال: بعد الصبح إلا أن الشمس لم تطلع).
حدثنا محمد بن سعيد بن نبات ثنا عبد الله بن نصر ثنا قاسم بن أصبغ ثنا ابن وضاح ثنا موسى بن معاوية ثنا وكيع عن سفيان الثوري عن عصام بن أبي النجود عن زر ابن حبيش: (قلت لحذيفة: أي وقت تسحرتم مع النبي صلى الله عليه وسلم؟! قال: هو النهار، إلا أن الشمس لم تطلع).
ومن طريق حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا سمع أحدكم النداء والاناء على يده فلا يضعه حتى يقضى حاجته منه) (3) قال عمار: وكانوا يؤذنون إذا بزغ الفجر، قال حماد عن هشام بن عروة: كان أبى يفتى بهذا.
وحدثنا حمام ثنا ابن مفرج ثنا ابن الاعرابي ثنا الدبري ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن قتادة عن أنس: (أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تسحر هو وزيد بن ثابت، وهو عليه السلام يريد الصوم، ثم صلى الركعتين ثم خرج إلى المسجد فأقيمت الصلاة) قال أبو محمد: هذا كله على أنه لم يكن يتبين لهم الفجر بعد، فبهذا تنفق السنن مع القرآن.
وروينا من طريق معمر عن أبان عن أنس عن أبي بكر الصديق أنه قال: إذا نظر الرجلان إلى الفجر فشك أحدهما فليأكلا (4) حتى يتبين لهما.
ومن طريق أبى احمد الزبيري عن سفيان الثوري عن منصور بن المعتمر عن هلال ابن يساف عن سالم بن عبيد قال: كان أبو بكر الصديق يقول لي: قم بيني وبين الفجر حتى أتسحر!.
ومن طريق ابن أبي شيبة عن جرير بن عبد الحميد عن منصور بن المعتمر عن هلال ابن يساف عن سالم بن عبيد الأشجعي قال: قم فاسترني من الفجر، ثم أكل.
سالم بن عبيد هذا أشجعي كوفي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه أصح طريق يمكن أن تكون.