وحد الشافعي ذلك بستة وأربعين ميلا * وحد مالك في ذلك، مرة يوما وليلة، ومرة ثمانية وأربعين ميلا، ومرة خمسة وأربعين ميلا، ومرة اثنين وأربعين ميلا، ومرة أربعين ميلا، ومرة ستة وثلاثين ميلا، ذكر ذلك إسماعيل بن إسحاق في كتابه المعروف بالمبسوط.
قال أبو محمد: وكل هذه حدود فاسدة لا دليل على صحة شئ منها لا من قرآن، ولا من سنة صحيحة، ولا من رواية فاسدة، ولا اجماع، وقد (1) جاءت في ذلك روايات مختلفة عن الصحابة رضي الله عنهم ليس بعضها أولى من بعض، فروى عن ابن عمر أنه كان لا يقصر في أقل مما بين خيبر والمدينة وهو ستة وتسعون ميلا * وروى عنه ان لا يقصر في أقل مما بين المدينة إلى السويداء وهو اثنان وسبعون ميلا * وروى عنه لا يكون الفطر الا في ثلاثة أيام * وروى عنه لا يكون القصر الا في اليوم التام (2) * وروى عنه القصر في ثلاثين ميلا * وروى عنه القصر في ثمانية عشر ميلا، وكل ذلك صحيح عنه.
وروى عنه القصر في سفر ساعة، وفى ميل، وفى (3) سفر ثلاث أميال باسناد في غاية الصحة، وهو جبلة بن سحيم عنه، ومحارب بن دثار ومحمد بن زيد بن خليدة عنه.
وروى عنه ابن عباس أربعة برد * وروى عنه يوم تام * وروى عنه لا قصر في يوم إلى العتمة فان زدت فاقصر، ولا متعلق لهم بأحد من الصحابة رضي الله عنهم غير من ذكرنا، وقد اختلف عنهم وعن الزهري، والحسن أنهما حدا ذلك بيومين.
وروينا من طريق ابن أبي شيبة نا وكيع نا مسعر هو ابن كدم عن محارب بن دثار قال: سمعت ابن عمر يقول: انى لأسافر الساعة من النهار فاقصر.
ومن طريق ابن أبي شيبة نا علي بن أبي إسحاق الشيباني عن محمد بن زيد ابن خليدة عن ابن عمر قال: تقصر الصلاة في مسيرة ثلاثة أميال.
ومن طريق محمد بن المثنى نا عبد الرحمن بن مهدي نا سفيان الثوري قال: سمعت جبلة بن سحيم يقول: سمعت ابن عمر يقول: لو خرجت ميلا لقصرت الصلاة * وعن شرحبيل بن السمط عن ابن عمر أنه قصر في أربعة أميال * وعن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب عن ابن عمر أنه خرج معه إلى مكان على ثمانية عشر ميلا فقصر ابن عمر الصلاة. وهذه أسانيد عنه كالشمس * وعن عمر بن الخطاب القصر في ثلاثة أميال * وعن أنس في خمسة عشر ميلا * وعن ابن مسعود في اثنى عشر ميلا * ومن طريق ابن أبي شيبة عن